كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

وبِشر بن قيس (¬1)، بكسر الباء وبشين معجمة.
وقوله (¬2) في حديث عمر حين أفطر وقد أمسى "قد طلعت الشمس"، معناه: ظهرت وبرزت؛ لأنه ليس وقت طلوعها. وكذلك قوله في كتاب الظهار فيمن ظن أن الشمس قد غابت فأفطر ثم طلعت الشمس: إنه لا كفارة عليه. وأظن (¬3) هنا بمعنى اليقين. ولو كان على شك لكفر هنا على [خ 81] ما ذكره ابن عبيد (¬4) في "مختصره" (¬5) ولم يكفر على ما ذكره البغداديون (¬6)، كما لو أكل في الفجر شاكاً، فلا كفارة عليه باتفاق.
¬__________
(¬1) المدونة: 1/ 193/ 6. وانظر ترجمته في التهذيب: 1/ 399.
(¬2) المدونة: 1/ 193/ 7.
(¬3) كذا في ز وعليها: كذا. وفي خ ول وع والتقييد 2/ 6: والظن، وهو الأنسب. وفي ق وس: وظن.
(¬4) هو علي بن عيسى بن عبيد التجيبي الطليطلي أبو الحسن، روى بقرطبة عن عبيد الله بن يحيى وأحمد بن خالد وبطليطلة عن وسيم بن سمدون. كان فقيهاً عالماً ثقةً زاهداً ورعاً مجاب الدعوة. عاش في القرن الرابع ولا يعرف تاريخ وفاته (انظر ابن الفرضي: 2/ 531 والمدارك: 6/ 171).
(¬5) عزاها ابن يونس في الجامع: 1/ 218 لبعض الأندلسيين وأفصح عبد الحق في التهذيب: 1/ 92 أعن اسمه وسمى معه ابن عيشون. ونص كلام ابن عبيد: "ومن افطر على شك عند غروب الشمس؛ فمرة يقول: قد غابت الشمس، ومرة يقول: لم تغب، فأكل على مثل هذا الشك فعليه في هذا القضاء والكفارة" المختصر: 155. وهو بحث إجازة مرقون بكلية اللغة بمراكش من انجاز: إبراهيم أيت علا، وأحمد صابر بإشراف الأستاذ الحسين أطبيب في الموسم الجامعي 1415/ 1416 - 1994/ 1995. وهذا الكتاب مشهور متداول منتفع به، وكان ابن الفخار يقول: يا أهل طليطلة! كتابان اجتازا قنطرتكم وتلقاهما الناس، تفسير يحيى بن مزين ومختصر ابن عبيد. وقال بعض الفقهاء: من حفظه فهو فقيه قرية، فقال ابن مغيث: ولو كانت مثل مصر لمن أتقن حفظه، يريد والتفقه في أصوله. وكتاب الجنائز منه من زيادة أبي عبد الله بن عتاب. انظر عن الكتاب: ابن الفرضي: 2/ 531، 349 والصلة: 2/ 489 - 490، 650, 693 والمدارك: 6/ 171، 172 وفهرسة ابن خير: 1/ 305 - 307 وبرنامج التجيبي: 268 - 269.
(¬6) مثل عبد الوهاب كما له في المعونة: 1/ 472 والأشراف: 1/ 430 وابن القصار كما في تهذيب الطالب: 1/ 92 أوالجامع: 1/ 218 والمقدمات: 1/ 250.

الصفحة 302