كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

وقول عائشة (¬1) في حفصة: "وبدرتني بالكلام، وكانت بنت أبيها" (¬2)، تريد جريئة على الكلام جزلة. ومعنى بدرتني: سبقتني.
وقوله (¬3) في التي استيقظت بعد الفجر (فشكت أن تكون طهرت قبل الفجر) (¬4): تصوم وعليها القضاء، "لأنه يخاف ألا تكون طهرت إلا بعد الفجر"، بهذا علل المسألة ابن القاسم ولم يعلل بعدم النية. وهذه - على أصله - لو تحققت طهرها قبل الفجر لم يجزها, لأنها لم تنوه ولا بيتته. خرج بعض الأشياخ (¬5) منه - إذ لم يعلل بذلك - أنها قولة له في جواز صيام الحائض/ [خ 85] إذا طهرت في رمضان أول يوم من طهرها وإن لم تبيته، بخلاف المسافر إذا أفطر في سفره فلا بد من التبييت؛ لأنه هو (¬6) في الصوم أو الفطر بخلاف الحائض.
والمعروف أنها والمريض سواء لا بد لهم (¬7) من التبييت إذا صاموا (¬8).
¬__________
(¬1) المدونة: 1/ 205/ 5.
(¬2) رواه عن ابن وهب عن مالك وعبد الله بن عمر ويونس بن يزيد عن ابن شهاب قال: بلغني أن عائشة وحفصة أصبحتا صائمتين متطوعتين وأهدي لهما طعام فأفطرتا عليه، فدخل عليهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت عائشة: فقالت حفصة - وبدرتني بالكلام وكانت بنت أبيها -: إني أصبحت أنا وعائشة صائمتين متطوعتين فأهدي لنا طعام فأفطرنا عليه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقضيا مكانه يوماً آخر". والحديث هكذا هو في موطإ ابن وهب: 36 أ - ب، وهو منقطع. وهو في مسند أحمد: 6/ 263 موصولا من طريق الزهري، وكذا في مسند إسحاق بن راهويه: 2/ 160. قال ابن عبد البر في التمهيد 12/ 66: لا يصح مسنداً، وقد أطال أبو عمر في الكلام عليه.
(¬3) المدونة: 1/ 207/ 5.
(¬4) سقط من خ.
(¬5) هذا التخريج ورد في تهذيب الطالب: 1/ 91 ب ولا أدري إن كان لعبد الحق أو إنما حكاه، وقد انخرم ما قبله. وحكاه الباجي في المنتقى: 2/ 40 وابن رشد في المقدمات: 1/ 246 والبيان: 2/ 333.
(¬6) كذا في خ وأصل المؤلف كما في حاشية ز وصححها الناسخ: مخير. أو قريب من ذلك، وهو الظاهر وهو ما في ق ول والتقييد: 2/ 26 وليست واضحة في بقية النسخ.
(¬7) كذا في ز، وفي خ ول وع وح وس والتقييد: لهما، وكأن علم على الألف في خ. والسياق يرجح تثنية الضمير.
(¬8) في ق والتقييد: صاما.

الصفحة 317