كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)
وللاستئناس بالقرآن بذكر الإطعام (¬1) لمفطر رمضان، على اختلاف العلماء في معنى الآية وحكمها (¬2)، ولعموم نفع الطعام. قال ابن حبيب: كان مالك يستحب التكفير بالإطعام، أخبرني بذلك عنه مطرف وعبد الملك (¬3)، وكانا يفتيان به. وقدم المغيرة العتق (¬4). وروى ابن وهب وابن أبي أويس عنه أنه موسع (¬5) في الثلاثة يفعل أيها شاء. وهو قول أشهب (¬6). وذهب ابن حبيب (¬7) إلى أنها على الترتيب دون التخيير، وقال: "أنا آخذ بالحديث الذي لم يأت فيه تخيير، لكن بالترتيب كالظهار". وهذا قول المخالف. وقال أبو مصعب (¬8): إن أفطر بجماع أعتق أو صام، وإن أفطر بغيره كفر بالطعام.
وإياس بن جارية (¬9)، بالجيم والياء باثنين (¬10) تحتها.
¬__________
(¬1) في ق وس: الطعام.
(¬2) هي قوله تعالى في البقرة 183: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين).
(¬3) ذكره عنه في المنتقى: 2/ 54 - وصفحات الكتاب هنا مضطربة.
(¬4) حكاه عنه في الوضيح: 1/ 205.
(¬5) في ق وس: مخير.
(¬6) في التبصرة: 2/ 17 أ.
(¬7) النص في المنتقى: 2/ 54. والذي نقله اللخمي في التبصرة: 2/ 17 أعنه، وفي الجامع 1/ 238: العتق أحب إلي، فإن لم يجد فالصيام، فإن لم يجد فالإطعام.
(¬8) حكاه عنه في التبصرة: 2/ 17 أ.
(¬9) المدونة: 1/ 218/ 5. هذا ولم أجد هذا الاسم كما سماه المؤلف وضبَطه في أي مصدر. وذكر البخاري في التاريخ الكبير 1/ 437 إياس بن خارجة وذكر له سماعاً من ابن المسيب وسماعَ عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عنه من رواية ابن وهب عن عمر - كما في هذا السند الذي في المدونة - وكذا ترجم لهذا الشخص بعينه بهذا الوجه ابنُ أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 278 وابن حبان في الثقات 6/ 65. وترجم له البخاري وابن أبي حاتم في باب الخاء، فالأمر إذن لا يتعلق بتصحيف. وهو في طبعة الفكر 1/ 161/ 10: ابن حارثة. وفي طبعة دار صادر ابن جارية.
(¬10) كذا في أصل المؤلف كما بحاشية ز وأصلحها الناسخ: باثنتين. وهو ما في خ. وهو الصواب.