كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

كتاب الزكاة الأول
أصل الزكاة النماء والزيادة؛ يقال زكا الشيء يزكو إذا نما بذاته وكثر كالزرع والمال ونحوه، أو بحاله وفضائله كالإنسان في صلاحه وفضله. فسميت صدقة المال زكاة بذلك:
قيل: لأنها تبارك في المال المخرجة منه وتنميه كما قال - عليه السلام -: "ما نقص مال من صدقة" (¬1).
وقيل: لأنها تزكو عند الله وتنمو وتضاعف لصاحبها كما جاء في الحديث: "حتى تكون أكبر من الجبل" (¬2).
وقيل: لأن صاحبها يزكو بأدائها كما قال الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (¬3).
وقيل: تطهر الأموال وتطيبها. وقد سماها النبي (- صلى الله عليه وسلم -) (¬4) أوساخ الناس (¬5)، ولو بقيت في المال ولم تخرج منه أفسدته وأخبثته.
¬__________
(¬1) رواه بهذا اللفظ البزار في مسنده: 3/ 243 عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه من طريقين ورجح أصحية أحدهما، والطبراني في الصغير والأوسط وفيه زكرياء بن دويد وهو ضعيف جداً (انظر مجمع الزوائد: 3/ 105).
(¬2) أخرجه البخاري في الزكاة باب الصدقة من كسب طيب.
(¬3) التوبة: 103.
(¬4) سقط من خ.
(¬5) وهو في صحيح مسلم في الزكاة باب ترك استعمال آل النبي على الصدقة.

الصفحة 358