كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

وحمله بعضهم على الخلاف لما قبله في الركاز. وحمله بعضهم (¬1) أن كلامه في هذا إنما هو في المعدن لا في الركاز، وأنه لا يختلف في الركاز كيف نيل أن فيه الخمس.
وكنز النُخَيْرِجان (¬2) - بضم النون وفتح الخاء وسكون الياء باثنتين تحتها وكسر الراء وبالجيم بعدها - سفطان عشر عليهما بعد الفتح (¬3). والنخيرجان هذا وزير كسرى، كان كسرى وهبها له. ولم ير ابن حبيب في ذلك حجة لابن القاسم في أن ما وجد ببلد العنوة للذين افتتحوها، لرد عمر السفطين للجيش الذين افتتحوا البلد. قال ابن حبيب: لم يكونا ركازاً؛ كانا كالغنيمة التي غنمها ذلك الجيش (¬4)، لأنهما ستراً وغُيبا يومئذ (¬5).
وقوله (¬6) في الآية في الأصناف: "إنما هو عَلَم أعلمه الله"، كذا ضبطناه بفتح العين واللام. وفي بعض الروايات: عِلم بكسر العين، وكذا لإبراهيم. والصواب الأول، أي إن الله أعلم لنا أهل الصدقات وهدانا إلى أجناسهم وأظهر (¬7) لنا كأنه جعلهم علامة، لا أنه قصد/ [خ 108] القسمة (¬8) بينهم.
¬__________
(¬1) هذا ما في جامع ابن يونس: 1/ 277، والمنتقى: 1/ 206، وانظر النكت.
(¬2) المدونة: 1/ 291/ 7.
(¬3) انظر في ذلك تاريخ الطبري: 2/ 519، 528.
(¬4) في المدونة: (وما وجد في أرض العنوة فهو لأهل تلك الدار الذين افتتحوها، وليس هو لمن وجده. ومما يبين لك ذلك أن عمر بن الخطاب قال في السفطين اللذين وجدا من كنز الخيرجان حين قدم بهما عليه، فأراد أن يقسمهما بالمدينة، فرأى عمر أن الملائكة تدفع في صدره عنهما في المنام فقال: ما أرى هذا يصلح لي، فردهما إلى الجيش الذين أصابوه ...).
(¬5) حكاه عبد الحق في التهذيب: 2/ 17 أعن الواضحة، وكذا في الجامع: 1/ 277.
(¬6) المدونة: 1/ 296/ 2.
(¬7) في ق وس: وأظهرهم.
(¬8) في ق: التسوية، وأشار الناسخ في الحاشية إلى أن في نسخة أخرى: القسمة. وهو الظاهر.

الصفحة 394