كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 2)
مسألة القِطْنِية والتين هل يُخْرج منها زكاة الفطر؟ اختلفت روايات "المدونة" فيه (¬1):فرواية الأندلسيين وكثير من القرويين (¬2): "قلت: فالتين؟ قال: بلغني عن مالك أنه كرهه، وأنا أرى أنه لا يجزي ادا (¬3) شيء من القطنية مثل اللوبيا أو شيء من هذه الأشياء الذي (¬4) ذكرنا أنه لا يجزئ إذا كان (¬5) ذلك عيش قوم". وعلى هذا اختصرها حمديس وجمع معها التين. وعلى أنه لا يجزئ ذلك كله اختصرها ابن أبي زمنين وابن أبي زيد (¬6) وغيرهما. وهو الذي في كتاب محمد (¬7) في القطاني والتين.
وفي رواية جبلة وعيسى بن مسكين (¬8) بعد قوله في التين "لا يجزئه": "وأنا أرى كل شيء من القطنية مثل اللوبيا أو شيء من الأشياء التي ذكرنا أنه لا يجزئ إذا كان ذلك عيشاً لقوم، فلا بأس أن يؤدوا من ذلك وتجزئهم". وكذا رواه سليمان بن سالم عن محمد بن سحنون (¬9) عن أبيه في المدونة.
¬__________
(¬1) في ق ول: فيها. وهو المتناسب مع قوله: منها. والأنسب: منهما.
(¬2) المدونة: 1/ 358/ 3.
(¬3) هكذا كتبت الكلمة في خ والتقييد: 2/ 180، وفي ق: كتب تحت الألف الثانية ياء، فربما قرئ: أداء، وفي ع وس: إذا. وفي طبعة دار صادر: وأنا أرى أنه لا يجزئه إذا كان شيء، وفي طبعة دار الفكر: 1/ 293/ 3 - : وأنا أرى أنه لا يجزئه أداء كل شيء.
(¬4) في ق وع وس والطبعتين: التي. وهو بين.
(¬5) في طبعة دار الفكر: وإن كان.
(¬6) انظر مختصره: 1/ 64 أ.
(¬7) انظر النوادر: 2/ 303، والتبصرة: 2/ 56 أ، والجامع: 1/ 324، والنكت.
(¬8) وهو ما في الطبعتين؛ طبعة دار الفكر: 1/ 293/ 3 - ، والجامع: 1/ 324، وعليه اختصر البراذعي: 60، وهو ما في التقييد: 2/ 180. وتقدمت ترجمة الرجلين.
(¬9) أبو عبد الله، سمع أباه وموسى بن معاوية الصمادحي، كان في المذهب من الحفاظ المتقدمين وفي غير ذلك من المذاهب من الناظرين المتصرفين، إماماً في الفقه ثقة، عالماً بالذب عن مذاهب أهل المدينة، عالما بالآثار صحيح الكتاب. توفي 255 (انظر =
