كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 2)
ابن مهدي (¬1) عن عبد الواحد بن زياد (¬2) عن عُبَيد المُكْتِب (¬3): سألت إبراهيم النخعي عن رجل قال: الحلال علي حرام، كذا عند ابن عتاب وأكثر النسخ. وعند ابن عيسى: ابن مهدي عن عبد الرحمن بن زياد. قال البخاري: عبد الواحد بن زياد العبدي، سمع منه عبد الرحمن بن مهدي (¬4). وكذا جاء بعد هذا في باب الرجل يحلف على الشيء الواحد (¬5): ابن مهدي عن عبد الواحد بن زياد، وهو الصواب.
وعُبيد، بضم العين. والمُكْتِب، بضم الميم وسكون الكاف وكسر التاء. وقد قيل بفتح الكاف، وهو الذي يعلم الصبيان الكتابة.
وقوله (¬6): "رغم أنفي لله"، رويناه بسكون الغين وضم الميم على الإسم، وبضم الغين وفتحها على الفعل (¬7). قال عبد الملك (¬8): إنما كرهه مالك أن يجريه الرجل على لسانه ويستعمله في كلامه، كما كره أن يقول (¬9): لا والذي خاتمه على فمي، ولست أرى ذلك ولا أكرهه تأسياً
¬__________
(¬1) المدونة: 2/ 107/ 6.
(¬2) وهو العبدي البصري، روي عنه ابن مهدي، وروى عن عبيد المكتب، توفي 176. انظر تهذيب الكمال: 18/ 450، والتهذيب: 6/ 385.
(¬3) هو عبيد بن مهران الكوفي، روى عن النخعي، وروى عنه عبد الواحد بن زياد. انظر التهذيب: 7/ 68 وتهذيب الكمال: 19/ 234.
(¬4) انظر التاريخ الكبير: 2/ 59.
(¬5) المدونة: 2/ 116/ 9.
(¬6) في المدونة: 2/ 107/ 5: "ولقد سألنا مالكاً عن الرجل يقول: رغم أنفي لله؟ فقال: لا يعجبني ذلك. قال مالك: ولقد بلغني أن عمر بن عبد العزيز قال: رغم أنفي لله، الحمد الذي لم يمتني حتى قطع مدة الحجاج بن يوسف"، وفي النوادر: 4/ 8 هذا الكلام لابن حبيب.
(¬7) ومعناه: ذل وانقاد، انظر اللسان: رغم.
(¬8) في ق ول وع وح وس: زيادة: ابن الماجشون. والذي في النوادر: 4/ 8 أنه من قول ابن حبيب وكذا في التوضيح: 1/ 310، وإذا أطلقوا عبد الملك فإنما ينصرف لابن الماجشون.
(¬9) في النوادر 4/ 8: أن يقول الصائم.