كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 2)
ومسألة من كرر اليمين بالله على شيء واحد، وأراد بالثانية غير الأولى، اختلف (¬1) مذاهب المتأخرين والمختصرين في نقل هذا اللفظ وتأويله؛ فذهب أكثرهم (¬2) أنه لا تلزمه الثانية حتى ينوي بها أنها كالنذور عليه، واتبعوا لفظه في الكتاب (¬3) في غير موضع في قوله (¬4): أرأيت إن نوى بالثانية غير الأولى وبالثالثة غير الأولى والثانية، "أعليه ثلاثة أيمان؟ قال: لا يكون ذلك أبداً إلا يميناً (¬5) واحدة، إلا أن يريد بها محمل النذور وثلاثة/ [خ 128] أيمان تكون عليه فيكون كما وصفت".
وقد اختلفت روايات "المدونة" في هذا الحرف؛ فما (¬6) ذكرناه هي (¬7) رواية شيخنا فيها. وفي بعض النسخ: أو ثلاثة أيمان. وفي بعضها (¬8): "محمل النذور ثلاثة أيمان" (¬9)، وظاهره نحو ما ذهبوا إليه. وذهب أبو عمران إلى أنه إنما يصح هذا إذا أراد بقوله هذا وبنيته تكرار اللفظ خاصة دون اليمين، فيصح الجواب عن السؤال، وإلا فيمكن (¬10) (أن يكون) (¬11) ابن القاسم ترك الجواب عن السؤال وأجابه على جملة الأصل، كأنه قال له: الأصل في مسألتك أن التكرار لا يكون إلا يميناً، إلا أن تريد به النذور
¬__________
= الدستوائي، وهو هشام الوحيد في تلاميذ قتادة في تهذيب الكمال: 23/ 505، ومن تلاميذ هشام هذا عبد الرحمن بن مهدي كما في تهذيب الكمال: 30/ 217.
(¬1) كذا في خ وع وس وح، وفي ق ول: اختلفت. وهو المناسب.
(¬2) كابن أبي زيد في المختصر: 1/ 112 أ.
(¬3) في ق ول وع وس وح: في ذلك في الكتاب.
(¬4) المدونة: 2/ 116/ 6.
(¬5) في ق: يمين، وهو ما في طبعة دار الفكر: 2/ 38/ 2، وفي طبعة دار صادر: يميناً.
(¬6) يمكن أن يقرأ في ق: بما، أو: فما. وليس واضحاً في خ، وفي ل: وما، وفي س: كما. والمناسب: فما.
(¬7) ليست في ق، وفي س وم: وهي. وليس مناسباً.
(¬8) في ق ول وع وس وم: أكثرها.
(¬9) وهو ما في الطبعتين.
(¬10) هذا ما في خ، وقد محي أول الكلمة.
(¬11) ليس في خ.