كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

أنه [أجازه] (¬1) في الصحراء وغيرها مستقبل القبلة ومستدبرها، ذكره التونسي (¬2) / [خ 9]، وأنكره غيره (¬3) وقال: إنما الإجازة (¬4) في المدن، وقاله القابسي (¬5). والخلاف في الوجهين من الوطء والحدث مبني على (¬6) ذلك لتعظيم القبلة، فيمنع من ذلك في الجميع، أو لحق المصلين خلفه فيباح إذا كان ساتر كيف كان، فافهمه (¬7).
والاستنجاء (¬8): غسل موضع الحدث بالماء، وأصله إزالة النجو، وهو الحدث (¬9)، وسمي نجوا لاستتار من يفعله بنجوة من الأرض عن أعين
¬__________
(¬1) سقط من ز.
(¬2) إبراهيم بن حسن أبو إسحاق التونسي، تفقه بأبي بكر بن عبد الرحمن وأبي عمران الفاسي، وتفقه به جماعة من الإفريقيين، وأخذ عنه عبد الحق وابن سعدون. وكان فاضلاً عالماً إماماً صالحاً. له شروح حسنة وتعاليق مستعملة متنافس فيها على كتاب ابن المواز والمدونة. (انظر المدارك: 7/ 58).
وقوله المذكور عند المؤلف نقله عنه ابن رشد واستبعده في المقدمات: 1/ 95.
(¬3) ممن منعه في الصحراء ابن حبيب كما في "تهذيب الطالب": 1/ 12 أ. ونسب له ابن يونس المنع مطلقاً (الجامع: 1/ 17). وابن شاش كذلك في الجواهر: 1/ 48، ونقل عنه القاضي عبد الوهاب الكراهة (المعونة: 1/ 164).
(¬4) في خ وق: أجازه. وهو ممكن.
(¬5) ذكر خليل أن أبا الحسن الصغير نسبه للقابسي واستظهره وهو الذي رجحه ابن الحاجب (التوضيح: 1/ 29).
والقابسي هو علي بن محمَّد بن خلف، سمع الإبياني وعلي بن مسرور الدباغ ودراس بن إسماعيل، ورحل إلى المشرق فتوسع في رواية الحديث وعلله ورجاله، وكان فقيها أصولياً متكلماً مؤلفاً مجيداً. وكان أعمى، ومع ذلك هو من أصح الناس كتبا وأجردهم ضبطاً وتقييداً، يضبط كتبه بين يديه ثقات أصحابه. ممن تفقه به أبو عمران الفاسي وأبو القاسم اللبيدي. وتوفي 403 (انظر المدارك: 7/ 92 - 95).
(¬6) كذا في ز، وفي خ ول وق والتقييد (1/ 19): هل. وهو المتسق مع الكلام.
(¬7) نقل اللخمي هذه التعليلات في التبصرة: 1/ 7 ب، والمازري في شرح التلقين: 1/ 245.
(¬8) المدونة: 1/ 7/ 1.
(¬9) هذا في العين: نجو.

الصفحة 46