كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

المشدودة (¬1)، من القصص، وكذا قيده عبد الحق في بعض كتبه، وهو روايتنا عن ابن عتاب. قال ابن وضاح: وهو الصواب. ووقع في "تاريخ البخاري الكبير" (¬2)، في رواية حماد: قاص، أو قاضي عمر. بالشك (¬3). والصواب - إن شاء الله - ما تقدم من قول ابن وضاح. وقد ذكر البخاري (¬4) عن ابن إسحاق (¬5): حدثني محمَّد بن قيس مولى يعقوب القبطي - وكان قاصاً - قال: قصصت على عمر بن عبد العزيز - وهو أمير المدينة -.
فقد بين ابن إسحاق وأزال الإشكال بما ذكر (¬6) / [ز 6].
وقوله (¬7) في هذا الحديث: "بإداوة ماء حين تَبَرَّز"، أي حين ذهب لحاجته، وهو مأخوذ من البَراز - بفتح الباء - وهو الفضاء المتسع من الأرض؛ كانوا يذهبون إليه عند حاجتهم للبعد من/ [خ 10] الناس، فسمي الحدث به واشتق فعله منه، كما فعلوا (¬8) ذلك في الغائط وأصله المطمئن من الأرض.
والإِداوة، بكسر الهمزة: مطهرة الماء وشبهه (¬9) من الأواني المستعملة
¬__________
(¬1) كذا في ز وق، وفي خ: المشددة.
(¬2) في ق وع: رواية البخاري في الكبير، وفي ح: تاريخ الموطإ الكبير، وفي م: رواية البخاري الكسر.
(¬3) قال البخاري: قال لنا موسى: حدثنا حماد قال: حدثنا محمَّد بن قيس قاص أو قاضي. انظر التاريخ الكبير: 1/ 212.
(¬4) في التاريخ الكبير: 1/ 213، وقارن بما ذكره المؤلف في المشارق: 2/ 200.
(¬5) محمَّد بن إسحاق بن يسار المدني صاحب "السيرة". (انظر التهذيب: 9/ 34).
(¬6) ورد بعد هذا في كل النسخ ما عدا خ: "وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، بضم العين، وفي كتاب ابن سهل عن ابن وضاح يقول: أنعم بفتح العين، والأول أشهر، وكذا عند ابن المرابط بالفتح لا غير". وقد كرر المؤلف هذا الكلام بأوعب من هذا بعيد سطور، بل في حاشية النسخة ز أن المؤلف "مرَّض على هذا الكلام هنا، وشق عليه في أوله وآخره". وهذا يعني ألا مكان له هنا.
(¬7) المدونة: 1/ 8/ 7.
(¬8) في خ وس وع وم ول: عملوا.
(¬9) كذا في كل النسخ، وصحح عليه في ز، وفي ق: وشبهها. وهو الظاهر.

الصفحة 49