كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

لكن تكلم فيه أهل الحديث (¬1). ونقلت عن كتاب القاضي أبي الأصبغ بن سهل (¬2): ابن وضاح يقول: أنعُم، وغيره يقول أنعَم بالفتح، وكذا كان في كتاب ابن المرابط (¬3)، ولم أره إلا هنا.
والشَّرَج (¬4)، بفتح الشين المعجمة وفتح الراء: فم الدبر ومجتمع طوقه (¬5)؛ شبه بشرج الشفرة (¬6) (¬7). وحكى ابن دريد (¬8) فيه سكون الراء أيضاً، قال: وهو أفصح وأعلى.
¬__________
(¬1) قد روى عن أبي عبد الرحمن الحبلي وعبادة بن نسيّ، وروى عنه الثوري وابن المبارك وابن لهيعة ... وتولى القضاء للأمويين والعباسيين بالقيروان، ضعفه جماعة من النقاد، ووثقه بعضهم، وقال البخاري: مقارب الحديث، وقال ابن القطان الفاسي: الحق أنه ضعيف لكثرة روايته المنكرات، وهو أمر يعتري الصالحين. (انظر التهذيب: 6/ 157 - 160، وانظر ترجمته أيضاً في "طبقات علماء إفريقية وتونس" لأبي العرب: 95 و"علماء إفريقية" للخشني: 304، ورياض النفوس: 1/ 152).
(¬2) هو عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدي، روى عن أبي عبد الله بن عتاب وأبي عمر القطان وأبي مروان بن مالك، كان جيد الفقه في الأحكام وله فيها كتاب حسن. دخل سبتة ورأس فيها وأخذ عنه فقهاؤها، تولى قضاء طنجة ومكناسة، وتوفي 486 (انظر الصلة: 2/ 635 والمدارك: 8/ 182 - 183). والمؤلف ينقل - كما هنا - عن نسخة ابن سهل من المدونة ويكثر من ذلك في التنبيه على اختلاف الروايات وضبط بعض الأعلام والألفاظ، وشأن نسخته في المدونة شأن كتابه "الأعلام بنوازل الأحكام" فقد أودعه كثيراً من تراجم الفقهاء، وقد استفاد منه ابن بشكوال في الصلة؛ انظر مثلاً: 2/ 530 والديباج: 466 كما أنه ينبه على اختلاف روايات المدونة وحتى على زيادات ابن أبي زيد على المدونة في مختصره. انظر: الأحكام: ص 71، 205.
(¬3) في الفقرة التي ضرب عليها المؤلف قبل هذا أن ابن وضاح يقوله بالفتح. ويبدو أن دافع المؤلف للضرب على هذه الفقرة قبل هذا وهمه في نقل ما في طرة نسخة ابن سهل، ويدل على ذلك قوله هنا: "ولم أره إلا هنا".
(¬4) في المدونة: 1/ 8/ 3 - : "قال مالك: لا ينتقض وضوء من مس شرجاً ولا رُفْغاً".
(¬5) انظر المغرب: شرج.
(¬6) في ق وع وح وم: الصفرة.
(¬7) من معاني الشفرة: ما عرض من الحديد وحُدَّد، ويشبَّه خادم الناس الممتهَن بالشفرة الممتهنة في قطع اللحم. (انظر اللسان: شفر).
(¬8) هو محمَّد بن الحسن أبو بكر بن دريد البصري، اللغوي المعروف وصاحب كتاب الجمهرة، توفي 321. (انظر سير أعلام النبلاء: 15/ 96). ولم أجد له هذا في الجمهرة.

الصفحة 51