كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

يقال: أمنى الرجل يمني، قال الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58)} (¬1)، ويقال منى أيضاً. ويقال: مذى وأمذى، ووذى وأوذى، قال جميعه صاحب "كتاب الأفعال" (¬2).
قوله (¬3) في الذي يمذي: "إن كان ذلك عن عزبة إذا تذكر خرج منه، أو كان إنما يخرج منه المرة بعد المرة فليغسله ويعيد الوضوء". كذا رويناه عن أبي محمَّد، وكذا في كتاب ابن المرابط. وعند غيره (¬4): "من عزبة أو تذكر، فخرج منه"، وبين الروايتين فرق؛ وهو أنه على الرواية الأولى لا يوجب الوضوء في تكراره مع العزبة إلا إذا تذكر، وعلى الرواية الأخرى يلزمه مع تكرره للأعزب وإن لم يتذكر (¬5).
وقد اختلف شيوخنا في هذا على مقتضى الروايتين، واختلف المختصرون عليهما (¬6)؛ قال ابن أبي زَمَنِين (¬7) في قوله بعد هذا في الذي
¬__________
(¬1) الواقعة: 58.
(¬2) هو أبو بكر محمَّد بن عمر بن عبد العزيز القرطبي اللغوي النحوي المتوفى 367 (انظر تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي: 2/ 748 والمدارك: 6/ 296. وكتابه هذا سماه ابن الفرضي في التاريخ: 2/ 748 "تصاريف الأفعال"، وسماه ابن بشكوال في "الصلة": 1/ 334 "الأفعال"، وذكر أن تلميذه سعيد بن محمَّد المعافري المعروف بابن الحداد المتوفى سنة 400 بسط الكتاب وزاد فيه، وانظر فهرسة ابن خير: 2/ 463. هذا وكتاب المعافري طبعه مجمع اللغة العربية بالقاهرة بتحقيق الدكتور حسين شرف، انظر مقدمة كتاب "غريب الحديث" لأبي عبيد ج 1 ص: ز. والمؤلف كثير النقل عن كتاب "الأفعال" في المشارق والتنبيهات. هذا ولأبي بكر محمَّد بن عمر بن عبد العزيز بن القوطية الأندلسي المتوفى 367 كتاب "الأفعال" طبع بتحقيق علي فودة بمكتبة الخانجي بمصر طبعة ثانية عام 1923، كما لأبي مروان عبد الملك بن طريف تأليف بالعنوان نفسه كما في فهرسة ابن خير: 2/ 463. وانظر حول المادة اللغوية موضوع الحديث في اللسان: ودى، ففي بعض وجوهها خلاف.
(¬3) المدونة: 1/ 10/ 3.
(¬4) وهو ما في طبعة دار الفكر: 1/ 10/ 2.
(¬5) هذا تفسير ابن رشد أيضاً في البيان: 1/ 115.
(¬6) في ق وح وم: عليها. وليس صوابا.
(¬7) ملاحظة ابن أبي زمنين هذه ذكرها عبد الحق في التهذيب: 1/ 15 ب. =

الصفحة 56