كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

سمي أبوهم (¬1) بفعله, لأنه نخع عن أرضه وبعد عنها، واسمه جسر (¬2) بن عمرو. وضبطه الشيخ أبو محمَّد عبد الحق في بعض كتبه بالإسكان.
وقوله في باب السلس: "قَطَر قَطَر" (¬3)، كذا هي روايتي فيه وفي الباب بعده (¬4) في الوضوء، بفتح القاف والطاء والراء فيهما فعلاً ماضياً. وضبطه آخرون: "قَطْراً قَطْراً (¬5) "، بسكون الطاء وتنوين الراء فيهما مصدراً. وحكيت الروايتين (¬6) عن القابسي.
وظاهر ذكره لهما في البابين يدل على إنكار مالك تحديد القطر في المسألتين، وأنه لا يقول: يتوضأ (¬7) من المذي حتى يقطر أو يسيل، أو يحد (¬8) من الماء في الوضوء القطر والسيلان (¬9). وقد وقع في "الأسدية": وسمعته يذكر قول الناس في المذي، ولم يذكر الوضوء. قال فضل بن سلمة (¬10): لم ينكر مالك قطر الماء في الوضوء؛ إذ لو لم يقطر لم يكن
¬__________
(¬1) في س وع وم: إبراهيم.
(¬2) في ح: حمير، وفي م: حصن. والصحيح: جسر، انظر عنه معجم القبائل العربية: 3/ 1176.
(¬3) في المدونة 1/ 11/ 12: "قال: وسمعت مالكاً يذكر قول الناس في الوضوء حتى يقطر أو يسيل قال: فسمعته يقول قطر قطر! استنكارا لذلك.
(¬4) في ترجمة: جامع الوضوء من المدونة: 1/ 17/ 7.
(¬5) وهو ما في طبعة دار الفكر: 1/ 11/ 7.
(¬6) كذا في كل النسخ، ما عدا ق والتقييد (1/ 40) ففيهما: "الروايتان"، وقال ناسخ ز: كذا بخطه، وأصلحها في المتن. ولا ينبغي توجيه "الروايتين" بإسناد ضمير "حكيت" للمؤلف، فهو الخير بأصول الرواية وتقييد السماع.
(¬7) في كل النسخ ما عدا ز: "لا يتوضأ". وهو الظاهر.
(¬8) في خ وم: يجد، وضبطها في ز بكتابة جاء صغيرة تحت الحاء. وهو الصحيح.
(¬9) هذا الظاهر عند المؤلف هو الذي استظهره ابن رشد في الموضعين في المدونة كما في الفتاوى: 2/ 1174.
(¬10) فضل بن سلمة بن جرير (في المدارك: حريز) الجهني البُجاني، سمع ببلده ثم رحل فسمع بإفريقية الواضحة من يوسف المغاير تلميذ ابن حبيب، ومن غيره من أصحاب سحنون، كان أجمع الناس للروايات وأعرفهم باختلاف أصحاب مالك، وبذلك وصفه ابن حزم. وكان يرحل إليه للسماع والتفقه. له كتاب في اختصار الواضحة، زاد فيه من =

الصفحة 60