كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

إلا مسحاً، وإنما أنكر التحديد (¬1). وقال ابن محرز (¬2): ظاهر قوله أنه أراد به (¬3): ليس من حد الوضوء أن يسيل أو يقطر. وهو خلاف الأول.
وقوله (¬4): "لأني (¬5) لأجده ينحدر (¬6) مني مثل الخُرَيزَة"، بضم الخاء المعجمة، تصغير خَرَزَة (¬7)، وهو مثل قوله في الحديث الآخر (¬8): "كخرز اللؤلؤ". قال القاضي أبو الوليد الباجي (¬9):
¬__________
= فقهه وتعقب على ابن حبيب كثيراً من قوله، وهو من أحسن كتب المالكيين وآخر في اختصار المدونة، وآخر في اختصار الموازية، وآخر جمع فيه مسائل المدونة والمستخرجة والمجموعة، توفي 319 (انظر تاريخ ابن الفرضي: 1/ 592 والجذوة: 2/ 520 والمدارك: 5/ 221 - 225).
(¬1) قول فضل بن سلمة في تهذيب الطالب: 1/ 6 أ، وورد مضمون قول فضل أيضاً في حاشية طبعة دار صادر: 1/ 11.
(¬2) في س وع وح وم وط: ابن سحنون. وهو ما في أجوبة البرزلي كما نقل ذلك محقق فتاوى ابن رشد في هامش 2/ 1174. وفي التقييد: 1/ 40: ابن محرز. وعقب أبو الحسن بقوله: زاد في "تبصرته". فرجح أن الصحيح هو ابن محرز. وعزاه له أيضاً في التوضيح: 1/ 28. وهو عبد الرحمن بن محرز، نقل مؤلف كتاب "طبقات المالكية" - وهو شخص مجهول لكنه متأخر، وفي ثنايا كتابه إشارات جيدة قد تدل عليه - نقل في الصفحة: 261 عن سيدي عبد الرحمن التاجوري في ضبط "محرز" قال: بضم الميم وكسر الراء. تفقه بشيخ القيروان أبي بكر بن اللباد وسمع من أبي عمران الفاسي، وكان فقيهاً نظاراً نبيلاً له تصانيف حسنة، منها التبصرة، وهو تعليق على المدونة، وكتابه الكبير المسمى القصد والايجاز. توفي 450 انظر المدارك 8/ 68. وقول ابن محرز هذا في التوضيح 1/ 28.
(¬3) في خ وق: أنه. وهو محتمل.
(¬4) القول لعمر بن الخطاب وكذلك القول الآتي بعد هو له.
(¬5) كذا بخط المؤلف كما ذكره ناسخ ز، وفي خ: إني. وهو ما في المدونة، وهو الأنسب.
(¬6) كذا في ز وق، في خ: يتحدر، وهو ما في الطبعتين.
(¬7) الخرزة بالتحريك الجوهر وما ينظم (القاموس: خرز).
(¬8) المدونة: 1/ 11/ 3.
(¬9) لم يذكر الباجي هذا عند شرح هذا الأثر في المنتقى: 1/ 87، كما لم يعزه له القاضي عياض في المشارق: 1/ 190. ولعله في شرحه للمدونة!

الصفحة 61