كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)
الغسل من الجنابة كمن ترك ذلك في الوضوء. سقط "داخل" في كتاب ابن/ [ز11] عتاب وثبت لغيره، وبثبوته (¬1) تصح المسألة. ولم يكن في كتاب ابن وضاح، وإنما كان عنده: ومسح أذنيه، وقال ابن وضاح: طرحها سحنون؛ لأن المسح في الغسل إنما هو في داخلهما، قال إسحاق بن إبراهيم: داخلهما هنا (¬2) الصماخان وما والاهما، أي ثقب (¬3) الأذن، وأما بطونهما فكظهورهما في وجوب الغسل. قال بعض شيوخنا: إسقاط "داخل" خطأ غير صحيح.
قال القاضي: ليس بخطأ, ولو كان خطأ لما اعتد (¬4) سحنون إسقاطه ليفسد مثله (¬5)، بل رأى سحنون أن إسقاطه أبين؛ لأن المسح إنما يختص بالصماخين، فلما تقرر هذا لم يحتج إلى ذكر قوله "داخل"؛ إذ هما الصماخان، فذكر "داخل" لغو عنده، فرأى إسقاطهما (¬6). ولا يفهم أحد أن داخل الأذنين غيرهما حتى يحتاج إلى ذكرهما ويكون إسقاطها خطأ (¬7). وليس يسمي أحد ما عدا الصماخين داخل الأذنين، وإنما يقال: باطن الأذن وظاهره (¬8).
¬__________
(¬1) في خ: وبثبوتها. وهو وارد.
(¬2) كذا في كل النسخ سوى خ والتقييد: 1/ 37. وبهامش ز: "كذا بخطه"، وأصلحها في المتن: هما. وهو الصحيح.
(¬3) في س وع وح وم: قصب.
(¬4) هذا في ز وخ، وبهامش ز: "كذا في الأصل معادا عليه بمداد آخر، ويشبه أن تلوح الميم تحته خفية". وأصلحها "اعتمد"، وكتب في الطرة: تعمد، وفوقها حرف الكاف، وهو ما في سائر النسخ. وهو الظاهر.
(¬5) كذا في ز، وخرج إلى الهامش وكتب الكلمة، لكن خرم أولها وبقي من حروفها: " ... لته"، وفوقها: ص. كـ. وفي خ: مسألته.
(¬6) كذا في أصل المؤلف كما بهامش ز، وأصلحها الناسخ في المتن: "إسقاطها"، وفي خ وع: "إسقاطه"، وهذا لا ينسجم مع قوله: "وبثبوتها".
(¬7) واللفظة ثابتة في طبعتي المدونة.
(¬8) كذا في ز وخ مصححاً عليه، وفي ق وس وع وط وح وم: باطن الأذنين وظاهرهما.