كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

وقوله: "كان بعض من مضى يتوضأ بثلث المد" (¬1)، هو عباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب (¬2)، بباء بواحدة وسين مهملة كاسم جده. والشيوخ يقولون فيه: عياش (¬3) باثنين (¬4) وشين مثلثة (¬5)، وهو خطأ، وإنما ذكره البخاري وغيره في باب عباس في حرف العين المهملة (¬6).
وثلت المد هنا هو مد هشام (¬7)، وقد اختلف في قدره: أهو مدان بمد النبي - صلى الله عليه وسلم - أو مدان غير ثلث، أو مد ونصف، أو مد وثلث (¬8)؟
وسليمان بن أبي زينب (¬9)، اسم المرأة صحيح.
وقوله في القيء: "وما تغير عن حال الطعام غسله" (¬10)، أي تغير إلى أحد أوصاف النجاسة من الصورة أو الرائحة.
¬__________
(¬1) المدونة: 1/ 17/ 7 - . وهذا الذي أبهمه الإِمام مالك صرح باسمه في المجموعة كما في التبصرة: 1/ 11 ب والمستخرجة، انظر البيان: 1/ 53.
(¬2) انظر ترجمته في التهذيب: 5/ 106 وفيها ذكر لعمله هذا في الطهارة نقلاً عن العتبية.
(¬3) وكذا هو في العتبية كما في البيان: 1/ 53.
(¬4) كذا في ز وخ، وصحح عليه في ز. والسليم: باثنثين.
(¬5) في ط: معجمة.
(¬6) انظر التاريخ: 4/ 8.
(¬7) وكذا حدده في العتبية كما في البيان: 1/ 53. وهذا المد منسوب لهشام بن إسماعيل بن الوليد بن المغيرة المخزومي والي المدينة. انظر تاريخ الطبري: 3/ 634. قال ابن عبد الرفيع في المعين 1/ 331: كانت المرأة تأتيه تستقرضه النففة فكان يستثقل [كذا, ولعله: يستقل] أن يفرض لها بالمد الأصغر، فرأى أن يزيد على ذلك وجمعه فجعله مدا واتبعه على ذلك حكام المدينة وأمراؤها.
(¬8) جاء في المدونة 3/ 68: قلت: لم قال مالك بالمد الهشامي؟ قال: لأن الهشامي هو بمد النبي - صلى الله عليه وسلم - مدان إلا ثلثا، وهو الشبع الذي يعدله في الغداء والعشاء، فلذلك جوزه مالك ... وانظر تحقيق مقدار المد في المنتقى: 4/ 45، والاستذكار: 9/ 363، والنوادر: 4/ 597، 20، وأحكام ابن سهل: 78، وأحكام الشعبي: 431، والمعيار: 1/ 397، والأم للشافعي: 2/ 7، 187/ 257.
(¬9) المدونة: 1/ 17/ 3 - . وهذا الرجل ينسب في سبإ، ولم أجده إلا في تاريخ البخاري: 2/ 14.
(¬10) في المدونة 1/ 18/ 3: "قال مالك: القيء قيئان؛ أما ما خرج بمنزلة الطعام فكان لا يرى ما أصاب الجسد من ذلك نجسا، وما تغير ... "

الصفحة 77