كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

بأس به - كما جاء في غير (¬1) "المدونة" - لقوله بعد مسألة البئر تنتن من الحمأة ونحو ذلك: "إنه لا بأس من الوضوء (¬2) منها، قال: وهذا مثله" ويحتمل أن يكون معنى "مثله": إن كانت أنتنت من حمأة ونحوها, ولم يجب على مسألة (¬3) إذا لم يدر عم (¬4) أنتنت، ولهذا اختصر البراذعي (¬5) الجواب فيها: "لم يدر مم أنتنت (¬6) " (¬7).
¬__________
= الأقطار، ونجب أصحابه وكثر الآخذون عنه ومنهم أبو بكر بن عبد الرحمن والبراذعي واللبيدي. لخص المذهب وضم نثره وذب عنه. توفي: 386 (انظر المدارك: 6/ 215).
(¬1) جاء ذلك في الواضحة كما في الجامع: 1/ 36، والمجموعة كما في المنتقى: 1/ 59، وهو اختصار أبي محمَّد: 1/ 9 أ.
(¬2) كذا في خ، وكذلك كان بخط المؤلف كما نبه عليه ناسخ ز، وأصلحه: بالوضوء. وهو ما في سائر النسخ، وهو أيضاً ما في الطبعتين. وهو الصواب.
(¬3) كذا في خ وق، ولعله كذلك في ز، وفي س وح وم: مثله.
(¬4) كذا في ز، وبالهامش أن المؤلف كتبها كذلك، وفي خ: مم.
(¬5) خلف بن أبي القاسم الأزدي أبو القاسم وأبو سعيد، من كبار أصحاب ابن أبي زيد والقابسي وحفاظ المذهب. اشتهر بكتابه التهذيب الذي حل محل المدونة فلقي إقبالاً كبيراً لقرون متتالية وإن كان البراذعي رحمه الله قد والى الفاطميين ضداً على كل المالكية. والكتاب طبع. هذا وحكى د. محمَّد إبراهيم أحمد علي في مجلة: البحوث الفقهية في العدد: 22 للسنة السادسة لعام: 1415 في الصفح: 99 عن الشيخ الشاذلي النيفر تصويب إهمال حرف الدال من اسمه، وكذا هو في شجرة النور: 105 وفي سائر المصادر بالمعجمة كالمدارك: 7/ 256 والديباج بطبعتيه بدار الكتب العلمية؛ الأولى: 212 التي بهامشها "نيل الابتهاج" والثانية بتحقيق مأمون الجنان: 182 ثم التي بتحقيق د. الأحمدي أبو النور: 1/ 349 وكذا هو في سير أعلام النبلاء: 11/ 116 والفكر السامي: 2/ 209 وأعلام الزركلي: 2/ 312. ولم يرد اسمه في القاموس ولا في تاج العروس لا في: برذع ولا: بردع.
(¬6) في خ وع: فيما إذا لم يدر مم أنتنت.
(¬7) ليست العبارة في النسخة المعتمدة من تهذيب البراذعي، وبعد أن نقل أبو الحسن الصغير كلام القاضي عياض، تعقبه بقوله: ومعنى قوله: اختصره البراذعي، أي حذفه. ونقل عن عبد الحق في "تعقيب التهذيب" إسقاط البراذعي هذا، وأن هذا مما تعقب على أبي سعيد. (انظر التقييد: 1/ 58).

الصفحة 88