كتاب شرح العقيدة الواسطية للهراس

وَالتَّعْطِيلِ، وَمِنَ التَّكْيِيفِ وَالتَّمْثِيلِ بَلْ إِثْبَاتٌ لَهَا عَلَى الْوَجْهِ اللَّائِقِ بِعَظَمَةِ الرَّبِّ جَلَّ شَأْنُهُ.

ـ[ (فَمِنْ ذَلِكَ: مِثْلُ قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟)) . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (¬1)) .]ـ
/ش/ قَوْلُهُ: ((فَمِنْ ذَلِكَ مِثْلُ قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... )) إلخ؛ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ جِهَتَيْنِ:
الْأُولَى: صحَّته مِنْ جِهَةِ النَّقْلِ؛ وَقَدْ ذَكَرَ المؤلِّف رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ متَّفق عَلَيْهِ. وَيَقُولُ الذَّهَبِيُّ فِي كِتَابِهِ ((الْعُلُوُّ للعليِّ الْغَفَّارِ)) (¬2) :
((إِنَّ أَحَادِيثَ النُّزُولِ مُتَوَاتِرَةٌ، تُفِيدُ الْقَطْعَ)) .
وَعَلَى هَذَا؛ فَلَا مَجَالَ لِإِنْكَارٍ أَوْ جُحُودٍ.
الثَّانِيَةُ: مَا يُفِيدُهُ هَذَا الْحَدِيثُ؛ وَهُوَ إِخْبَارُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنُزُولِ الربِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ ... إلخ.
¬_________
(¬1) رواه البخاري في التوحيد، (باب: قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّه} ِ (13/464-فتح) ، وفي التهجُّد، (باب: الدعاء والصلاة من آخر الليل) (3/29-فتح) ، وفي الدعوات، (باب: الدعاء نصف الليل) ، ومسلم في صلاة المسافرين، (باب: الترغيب في الدعاء) (6/282-نووي) ، كما رواه مالك في ((الموطأ)) ، والترمذي، وأبو داود.
(¬2) انظر: ((العلو للعليِّ الغفَّار)) (ص73، 79) ، و ((مختصره)) (ص110، 116) ، ونص عبارته: ((وأحاديث نزول الباري متواترة)) ، وفي الموضع الآخر؛ قال: ((وقد ألَّفتُ أحاديث النزول في جزء، وذلك متواترٌ أقطع به)) .

الصفحة 164