كتاب شرح العقيدة الواسطية للهراس

ـ[وَيَأْمُرُونَ بِالصَّبْرِ عِنْدَ الْبَلاءِ، وَالشُّكْرِ [عِنْدَ الرَّخَاءِ] (¬1) وَالرِّضَا بِمُرِّ الْقَضَاءِ. وَيَدْعُونَ إِلَى مَكَارِمِ الأَخْلاقِ، وَمَحَاسِنِ الأَعْمَالِ، وَيَعْتَقِدُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا)) (¬2) . وَيَنْدُبُونَ إِلَى أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ. وَيَأْمُرُونَ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالإِحْسِانِ إلَى الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ، وَالرِّفْقِ بِالْمَمْلُوكِ. وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْفَخْرِ، وَالْخُيَلاءِ، وَالْبَغْيِ، وَالاسْتِطَالَةِ عَلَى الْخَلْقِ بِحَقٍّ أَوْ بِغَيْرِ حَقٍّ. وَيَأْمُرُونَ بِمَعَالِي الأَخْلاَقِ، َوَيَنْهَوْنَ عَنْ سَفْسَافِهَا. وَكُلُّ مَا يَقُولُونَهُ وَيَفْعَلُونَهُ مِنْ هَذَا وَغَيْرِهِ؛ فَإِنَّمَا هُمْ فِيهِ مُتَّبِعُونَ]ـ
¬_________
(¬1) زيادة من المخطوط، وهي موجودة في ((الفتاوى)) وطبعة الجامعة الإسلامية.
(¬2) (حسن أو صحيح) . رواه الترمذي في الرضاع، (باب: ما جاء في حق المرأة على زوجها) (4/325-تحفة) ، وقال: ((هذا حديث حسن صحيح)) ، وأبو داود في السنة، (باب: الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه) (12/439-عون) .
والحديث حسَّن إسناده الأرناؤوط في ((جامع الأصول)) (1976) ، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (1241) ، وأورده الحافظ في ((الفتح)) (10/458) ، وعزاه لأحمد والترمذي والحاكم وأبي يعلى وسكت عنه.
وفي البخاري (10/456-فتح) مرفوعًا: ((إن خياركم أحسنكم خلقًا)) .

الصفحة 258