قلت: وقد أدركنا من أدركهم فذكروا لنا أنه لم يتفق نزول أحد هناك بعد ذلك إلى يومنا هذا والله أعلم وقد نظر العلامة زين الدين المذكور فيما نقل من الدخول إلى الحجرة المقدسة والوصول إلى القبور الشريفة بأن عائشة رضي الله عنها كانت قد بنت حائطها بينها وبين القبور المقدسة بعد دفن عمر رضي الله عنه، وقالت إنما كان أبي وزوجي وتحفظت في لباسها إلى أن بنت الحائط المذكور وبقيت في بقية البيت من جهة الشام وفيها باب البيت كما نقله أهل السير فإن كان الحائط المذكور باقياً تعذر الاستطراق إلى القبور المقدسة إلا أن يجيء نقل بإزالته وبإمكانه الاستطراق معه من باب أو نحوه.
قلت: وجواب هذا النظر إلتزام إمكان الاستطراق مع ما ذكر من موضع آخر وهو الخوخة التي كانت غربي في بيت عائشة رضي الله عنها وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يخرج منها إلى الصلاة، انتهى.
فما أحق بعناية التعظيم والتكريم ما احتوى على جسده العظيم الكريم صلى الله عليه وسلم وزاده فضلاً وشرفاً لديه، وقد كنت أسمع شيخنا شيخ الإسلام فقيه العصر شرف الدين المناوي قدس الله روحه يقول: أن بعض الفقهاء ذكر له أن القطب هو المتولي لقم الحجرة الشريفة، وقد وجدت عند تذكر هذا القول انطفاء بعض من ذكر ذلك لعيب نسيت هذا الأمر، لكن الذي أعتقده أنه يجب على ولي الأمر أيده الله تعالى وهداه لذلك أن يدع بعض من يتحقق خيريته يكشف عن هذا الأمر فإن ما قدمناه من حكاية شيخ الإسلام رحمه الله تعالى لا يسقط هذا الأمر المتيقن لعدم تحقيقه، وبالكشف يتحقق الحال وتظهر الوقائع وذلك كان فيه إظهار معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم، فإن وجد شيئاً من ذلك فإن ولي الأمر أولى بالقيام بهذا الأمر العظيم وكان له بذلك اليد البيضاء عند سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وذلك يعلم بمجرد الوصول من الطابق المتقدم وصفه إلى ما بين الحجرة الشريفة وحائط عمر بن عبد العزيز انشقاق