فإن كان ضروري الإصلاح كما ذكره بعض أهل الخبرة لما يخشى منه فقد سهلت الطريق في إزالة ذلك وأخرجه، وإن لم يكن ذلك ضرورياً فإن سهل إخراج ذلك من الطابق المتقدم وصفه أخرج منه، وإلا فليوضع ذلك في الموضع الذي كانت عائشة رضي الله عنها جعلته لنفسها من الحجرة الشريفة وابتنته، فأحالت بينها وبين القبور الشريفة بعد دفن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك فيما بين الحجرة الشريفة وحائط عمر بن عبد العزيز من جهة الشام، فإن بينهما فضاء كما ذكره المؤرخون.
…وذكر ابن زبالة أن بين بناء عمر بن عبد العزيز وبين بيت النبي صلى الله عليه وسلم مما يلي الشرق ذراعان، ومما يلي الغرب ذراع، ومما يلي القبلة شبر، ومما يلي الشام فضاء كله، وقال: وفي الفضاء الذي يلي الشام مركن مكسور ومكتل أيضاً يقال أن البنائين نسوه. انتهى.
…وإنما قلنا يوضع ذلك بالموضع المذكور حيث لم يسهل إخراجه من الطابق المتقدم وصفه حرصاً على عدم الهدم للجدار الدائر على الحجرة الشريفة احتراماً لتلك الحضرة المنيفة حيث لم تدع الضرورة إلى هدمه فمتى تأتي إزالة ذلك بدون هدم فلا يجوز العدول إليه وقد اتضح بما قدمناه تأتي ذلك بدونه
وقد روى بعضهم أنه يتنزل على ذلك المحل…… كعب الأحبار قال ما من فجر يطلع إلا نزل سبعون ألفاً حتى يحفوا بالقبر يضربون على أجنحتهم ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك حتى إذا انشقت الأرض خرج في سبعين ألفاً من الملائكة حوله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك ابن النجار وغيره وفي صحيح الدارمي نحوه من رواية عائشة رضي الله عنها.
فلا يبعد تأذى الملائكة ببقاء ذلك الهدم فقد ثبت في الصحيح تأذيهم بما يأكله بنو آدم بل الظاهر أن الميت نفسه يتأذى بذلك وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تؤذ صاحبيك). قال الحكيم الترمذي عقيب قوله صلى الله عليه وسلم لا تؤذ صاحبيك أي أن الأرواح تعلم بترك الأذى لها وبالاستهانة فتتأذى بذلك.