سعيد بن المسيب أنه قال: لقد رأيتني ليالي الحرة وما في المسجد أحد من خلق الله غيري وإن أهل الشام ليدخلون زمراً زمراً يقولون انظروا إلى هذا الشيخ المجنون. قال: فلا يأتي وقت صلاة إلا سمعت أذاناً في القبر ثم تقدمت فأقمت وصليت وما في المسجد أحد غيري.
وقال ابن زبالة وابن النجار وغيرهما أن الأذان في المسجد الشريف ترك في أيام الحرة ثلاثة أيام وخرج الرئيس وقال سعيد بن المسيب فاستوحشت فدنوت إلى القبر فلما حضرت الظهر سمعت الأذان في القبر فصليت ركعتين ثم سمعت الإقامة فصليت الظهر ثم مضى ذلك الأذان و الإقامة في القبر لكل صلاة حتى مضت الثلاث الليالي ورجع الناس وعاد المؤذنون فسمعت أذانهم فلما سمعت الأذان في قبر النبي صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى مجلسي الذي كنت فيه أكون.
ومن ذلك ما روي عن سليمان بن سجيم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله هؤلاء الذين يأتون فيسلمون عليك أتفقه سلامهم قال: نعم وأردُّ عليهم.
ذكره البارزي في (توثيق عرى الإيمان) ومن ذلك ما رويناه في التحفة لابن عساكر وفي كتاب أخبار المدينة لشيخه ابن النجار مسنداً عن إبراهيم بن بشار قال: حججت في بعض السنين فجيت المدينة فتقدمت إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فسمعت من داخل الحجرة وعليك السلام، وقد روى مثل ذلك جماعة كثيرة ومن ذلك ما ذكره سيدي تاج الدين بن عطاء الله قال: ولقد أخبرني الشيخ مكين الدين قال: دخلنا مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالإسكندرية بالدلماس فوجدت النبي المذكور هناك قائماً يصلي عليه عباءة مخططه فقال لي تقدم فصل قلت: له تقدم أنت فصل قال: تقدم أنت فصل فإنكم من أمة نبي لا ينبغي لنا التقدم عليه، قال فقلت له: بحق هذا النبي ألا ما تقدمت فصليت، فلما قلت له: بحق هذا النبي، إلا وطبع فمه على فمي إجلالاً للفظة النبي كيلا تبرز في الهواء، فتقدمت فصليت وأخبرني الشيخ مكين الدين أيضاً: بت ليلة جمعة بالقرافة فقمت مع الزوار فهم يتلون إلى أن