كيف رآها النبي صلى الله عليه وسلم في عرض الحائط حتى تقدم إليها في صلاته ليقطف منها عنقوداً؟!، فجوابه بطريق التمثيل إلى غير ذلك.
يحكي عن قضيب البان الموصلي وكان من الأبدال أنه اتهمه بعض من لم يره يصلي بترك الصلاة وشدد النكير عليه في ذلك، فمثل له على الفور في صور مختلفة ثم قال: في أي هذه الصورة رأيتني ما أصلي؟ ولهم حكايات كثيرة مبنية على غير هذه القاعدة وهي من أمهات القواعد عندهم، والله أعلم.
تكميل لما نحن بصدده من إيجاب إزالة ما أصاب ذلك المحل الشريف
اعلم أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنهما في صفة بيت عائشة رضي الله عنها.
قال أهل السير: وفي البيت موضع في السهوة الشرقية، قال سعيد بن المسيب: فيه يدفن عيسى بن مريم عليه السلام.
وروى محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال: يدفن عيسى بن مريم عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما ويكون قبره الرابع، نقل ذلك ابن النجار وغيره من أهل السير.
وفي (المنتظم) لابن الجوزي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينزل عيسى بن مريم إلى الأرض ويتزوج ويولد له ويمكث خمساً وأربعين سنة ثم يموت فيدفن معي في قبري فأقوم أنا وعيسى بن مريم من قبر واحد بين أبي بكر وعمر) وهذا يؤكد ما قررناه من أن الدخول لذلك المحل الشريف صيرورته محجراً على هذا الوجه لمصلحة من المصالح ليس فيها نقص من الأدب ولأن تأخر إزالة ما أصاب ذلك المحل الشريف إلى ذلك الحين فلا شك أن أهل ذلك العصر ممن يتولى دفن عيسى صلوات الله وسلامه عليه يتولى أيضاً إزالة ذلك ويكثر تعجبهم من تقصير من كان قبلهم في إزالة ذلك. والسهوة: قيل بيت صغير منحدر في الأرض قليلاً شبيه المخدع والخزانة، وقيل هو كالصفة