كتاب الوفا بما يجب لحضرة المصطفى

ثم قال: رواه أحمد والطبراني في (الكبير) و (الأوسط) وفيه كثير بن زيد، وثقه أحمد وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وأورده أيضاً في باب: وضع الوجه على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر تضعيف كثير بن زيد وقد اقتضى قول السبكي المتقدم وأبو نباتة ومن فوقه ثقات توثيق كثير بن زيد وذكر الخطيب بن حملة أن بلالاً رضي الله عنه وضع خديه على القبر وأن ابن عمر رضي الله عنهما كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف.
… قال: وقد رأيت في كتاب (السؤالات) لعبد الله بن الإمام أحمد فيما سأله لأبيه قال: وسأله يعني أباه عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجل فقال: لا بأس بذلك.
ولا شك أن الاستغراق في المحبة يحمل على الأدب في ذلك والمقصود من ذلك كله الاحترام والتعظيم والناس تختلف مراتبهم في ذلك كما كانت تختلف في حياته فأناس حين يرونه لا يملكون أنفسهم بل يبادرون إليه وأناس فيهم أناة يتأخرون والكل محل خير. انتهى.
…ولا شك أن آثار المحبة تتعدى إلى كل ما يتعلق بالمحبوب وينسب إليه ويقرب منه على ما لا يخفى. وقال الحافظ بن حجر: استنبط بعضهم من مشروعية تقبيل الحجر تقبيل كل من يستحق التعظيم من آدمي وغيره فأما تقبيل يد الآدمي فتكلمنا عليه في كتاب الأدب وأما غيره فنقل عن الإمام أحمد أنه سئل عن تقبيل منبر النبي صلى الله عليه وسلم وتقبيل قبره فلم ير به بأساً واستبعد بعض أتباعه صحة ذلك ونقل عن ابن أبي الصيف اليماني أحد علماء مكة من الشافعية جواز تقبيل المصحف وأجزاء الحديث وقبور الصالحين. انتهى. والله أعلم. ومن ذلك الطابق الذي كان طريق آل عمر رضي الله عنه بالرواق الثاني من القبلة من تجاه جهة الوجه الشريف وله شباك في أعلا قمة من جهة القبلة وأصل هذا الطابق أن بيت حفصة رضي الله عنها ملاصقاً لبيت عائشة

الصفحة 158