كتاب الوفا بما يجب لحضرة المصطفى

…قال المطري وغيره فلما شرعوا في العمارة قصدوا إزالة ماوقع من ذلك على القبور المقدسة فلم يجسر أحد على ذلك، واتفق رأي الأمير منيف بن شيحة الحسيني أمير المدينة الشريفة مع أكابر أهل الحرم من المجاورين والخدام أن يطالع الأمير المستعصم بذلك ليفعل مايراه ففعلوا وانتظروا الجواب فلم يصل إليهم جواب لاشتغال الخليفة وأهل دولته بأمر التتار واستيلائهم على أعمال بغداد في تلك السنة فتركوه على ما كان عليه، ولم ينزل أحد إليه وعبارة الشيخ جمال الدين المطري: فتركوا الردم على ما كان عليه ولم ينزل أحد هناك ولم يتعرضوا له ولا حركوه.
وعبارة العلامة مجد الدين الشيرازي: فتركوا الردم على ما كان عليه ولم يجسر أحد على التعرض لهذه العظيمة التي دون مرامها تزل الأقدام، ولا يتأتى من كل أحد بادىء بدء الدخول فيه والإقدام غير أنهم عمروا سقفاً فوق ذلك على رؤوس السواري التي حول الحجرة الشريفة وأوصلوا ذلك بتسقيف ما حوله إلى الحائط الشرقي وباب جبريل المعروف قديماً بباب عثمان، وإلى الحائط القبلي والمنبر الشريف من جهة الروضة وكان الحائط المخمس الذي بناه عمر بن عبد العزيز دائر الحجرة الشريفة بين سواري المسجد التي عمروا السقف عليها لم يبلغ به السقف الأعلى يعني سقف المسجد بل جعله دون السقف بمقدار أربعة أذرع وأدار عليه شباكاً من خشب في دوران الحائط ليتصل بسقف المسجد فأعادوا ذلك الشباك من الحائط المذكور إلى السقف.
قال العلامة مجد الدين وغيره: وهذا الشباك ظاهر لمن تأمله من تحت الكسوة التي على الحائط المذكور على دوران الحائط جميعه، وكل ذلك في سنة خمس وخمسين، ثم كانت وقعة التتار ودخولهم بغداد وقتل الخليفة المستعصم في محرم سنة ست وخمسين على ما سيأتي بسطه، ثم وصلت الآلات من مصر فعمروا بها، وكان المتولى عليها الملك المنصور نور الدين ابن الملك المعز أيبك

الصفحة 99