كتاب العلمانيون العرب وموقفهم من الإسلام

موقفهم من أركون.
قال علي حرب عن خطاب محمد أركون: فالخطاب مخاتل مخادع، فهو يحدثنا عن أشياء ليغيب أشياء، يعدنا بالتحرر من سواه من النصوص فيما هو يقيم سلطته ويحجب أثره، يزعزع الثقة بمرجعيات قائمة لكن يؤسس مرجعيته ... يدعوك إلى ممارسة حريتك في التفكير وحقك في النقد فيما هو يمارس وصايته على الحقيقة والحرية (¬1).
وذكر أن خطابه خطاب إيديولوجي بامتياز (¬2).
وقال: والحق أن أركون يبدو لي مبشرا (¬3) بقدر ما هو مفكر (¬4).
ولمز علي حرب العظم ونصر أبا زيد وأركون بأنهم يدعون امتلاك الحقيقة وتبليغها للناس. فأركون في نظره يصر على أن منهجه هو الذي يتيح له القبض على الحقيقة الحقيقية والكلية للإسلام، وقال: وهذا زعم يتعارض مع تاريخية الحقيقة (¬5).
وأخذ على أركون كذلك أنه استخدم مناهج غيره كثيرا وتقمص شخصيات عديدة، بحيث ضاع أركون بينهم (¬6).
يريد أن فكره ومشروعه اجتراري لا تأسيسي، أي: لا يعدو أن يكون مرددا لمناهج غيره، بحيث أنه تلاشى في وسطهم وأصبح أسير مناهج الغير ورؤاهم.
¬_________
(¬1) الممنوع والممتنع (118).
(¬2) الممنوع والممتنع (136 - 137).
(¬3) إشارة للمبشر الديني الذي يعتمد أسلوب العاطفة والتشويق وإيصال رسالة ما.
(¬4) الممنوع والممتنع (137).
(¬5) الممنوع والممتنع (175).
(¬6) نقد النص (83).

الصفحة 362