كتاب المسائل الست الكرام

مسجدي هذا بمائة ألف صلاة))، رواه أحمد، والبزار، وابن حبان في صحيحه.
وصح عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: صلاةٌ في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاةٍ في مسجد النبي عليه السلام.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه السلام: ((فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره بمائة ألف صلاة؛ وفي مسجدي بألف صلاةٍ، وفي مسجد بيت المقدس بخمسمائة صلاة)).
ووردت أحاديث أخر أضربنا عنها خوف الإطالة
إذا علمت هذا؛ فاعلم وفقك الله تعالى: أن تفضيل الصلاة في المسجد الحرام، يستلزم تفضيل مكة على المدينة المنورة؛ وبه قال أبو حنيفة، والشافعي، وأحمد، وجمهور العلماء؛ مستدلين بذلك؛ وبأن الله تعالى ذكر المسجد الحرام في عدة مواضع من كتابه على سبيل التعظيم صريحاً، ولم يذكر مسجد المدينة كذلك.
وخالف في ذلك الإمام مالكٌ رحمه الله تعالى؛ فقال: المدينة أفضل؛ لما روي أن النبي عليه السلام لما خرج من مكة متوجهاً إلى المدينة قال: ((إلهي! إن أهل مكة أخرجوني من أحب البقاع إلي؛ فأنزلني أحب البقاع إليك)).

الصفحة 41