كتاب تاريخ المدينة لابن شبة
حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ الثِّقَةِ، عَنِ ابْنِ أَبِي دُرَّةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، وَغَيْرِهِمَا، مِنْ مَشْيَخَةِ بَنِي حَرَامٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَقْبَرَةٌ بَيْنَ سَبْلَيْنِ غَرْبِيَّةٌ، يُضِيءُ نُورُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ»
وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي مَرْوَانَ بْنِ أَبِي جَبْرٍ، عَنْ عَادِلِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْبَقِيعَ فَوَقَفَ، فَدَعَا وَاسْتَغْفَرَ»
حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ فَقَالَ: " §السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا نَجَّاكُمُ اللَّهُ مِنْهُ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: «هَؤُلَاءِ خَيْرٌ مِنْكُمْ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا يَجْعَلُهُمْ خَيْرًا مِنَّا؟ قَدْ أَسْلَمْنَا كَمَا أَسْلَمُوا، وَهَاجَرْنَا كَمَا هَاجَرُوا، وَأَنْفَقْنَا كَمَا أَنْفَقُوا، فَمَا يَجْعَلُهُمْ خَيْرًا مِنَّا؟ قَالَ: «إِنَّ هَؤُلَاءِ مَضَوْا لَمْ يَأْكُلُوا مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَشَهِدْتُ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّكُمْ قَدْ أَكَلْتُمْ مِنْ أُجُورِكُمْ بَعْدَهُمْ، وَلَا أَدْرِي كَيْفَ تَفْعَلُونَ بَعْدِي»
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَقَامَ فَقَالَ -[95]-: «§السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ، ثَلَاثًا، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا الَّذِي نَجَّاكُمُ اللَّهُ مِنْهُ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ؟» قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ: «هَؤُلَاءِ خَيْرٌ مِنْكُمْ» ، وَنَحْنُ خَلْفَهُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا هُمْ إِخْوَانُنَا، آمَنَّا كَمَا آمَنُوا، وَأَنْفَقْنَا كَمَا أَنْفَقُوا، وَجَاهَدْنَا كَمَا جَاهَدُوا، وَأُتُوا عَلَى آجَالِهِمْ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ؟ قَالَ: «إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ مَضَوْا لَمْ يَأْكُلُوا مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَقَدْ أَكَلْتُمْ مِنْ أُجُورِكُمْ، وَلَا أَدْرِي كَيْفَ تَصْنَعُونَ بَعْدِي»
الصفحة 94