فإذا كان الدعاء مما يسن الجهر فيه فالتأمين على الدعاء تابع له، وجار مجراه وهذا بين (¬1).
النظرة الثانية والثلاثون
كيف يصل المسلم إلى أعلى درجات التقرب:
إن المسلم مأمور باستشعار عظمة الله - عز وجل -، وقدرته سبحانه على الخلق والإحياء، والإماتة والبعث والجزاء، سيما في حال أداء العبادات، ومعروف أن الصلاة عليها مدار العبادات، وفيها مناجاة متكررة في كل وقت أوجب الله - عز وجل - أداء هذه الفريضة العظيمة فيه، قال الله - عز وجل -: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (¬2)، ولما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإحسان قال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) (¬3)، وهنا يلزم العبد تدبر ما يقرأ حتى يحصل الاستشعار، ويتم الخشوع، ويتحقق له قول الله - عز وجل -: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} (¬4)، فإذا ما قرأ الفاتحة متدبرا ظهر له من صفات الربوبية في قوله
¬_________
(¬1) انظر (الجامع لأحكام القرآن 1/ 120) بتصرف.
(¬2) الآيتان (1، 2) من سورة المؤمنون.
(¬3) جزء من حديث أبى هريرة عند البخاري، حديث (4777).
(¬4) الآية (19) من سورة العلق ..