كتاب النظرات الماتعة في سورة الفاتحة

سميت الفاتحة: لأنها يفتتح بكتابتها المصاحف، ويقرأ بها في الصلوات فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن، في الكتابة والقراءة (¬1).
سميت أم القرآن: لتقدمها على سائر سور القرآن غيرها، في القراءة والكتابة (¬2).
وهي أم الكتاب لأن أم الشيء: أصله وعماده كما سميت مكة؛ أم القرى لأنها توسطت الأرض (¬3).
وهذا ليس زعماً، فقد ثبت علميا في عصرنا هذا، والفاتحة لا شك أنها أم الكتاب (القرآن) لأنها جمعت ما فصل فيه، وقد ثبت في الصحاح تسميتها بذلك (¬4) ونقل القرطبي كراهة ذلك عن أنس والحسن وابن سيرين، والجمهور على الجواز؛ وإذا صح الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا عبرة بقول غيره (¬5).
سميت السبع المثاني: لأن جميع القراء والعلماء لم يختلفوا على أنها سبع آيات، ولكونها المثاني التي امتن
¬_________
(¬1) جامع البيان عن وجوه تأويل القرآن (1/ 107 - 109) انظر: (تفسير الفاتحة والبقرة للسمعاني 1/ 351 - 353) ومعالم التنزيل (1/ 37) وغيرها من التفاسير التي ارتكزت على ما عند إمام المفسرين الطبري.
(¬2) جامع البيان عن وجوه تأويل القرآن (1/ 107).
(¬3) ترتيب القاموس (1/ 179).
(¬4) انظر صحيح مسلم (1/ 296 رقم 39 - 41) وروح المعاني في تأويل القرآن العظيم والسبع المثاني (1/ 35).
(¬5) انظر: (الجامع لأحكام القرآن 1/ 111).

الصفحة 17