كتاب النظرات الماتعة في سورة الفاتحة

المنهج ترغيب في الجنة ونعيمها، وبشارة بالنجاة، وبمصاحبة الذين أنعم الله عليهم، وهم الأنبياء والرسل، والصديقون والشهداء والصالحون.
2 ــــــ أسلوب التحذير والترهيب، تضمنه قول الله سبحانه وتعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فالتعبير بالغضب والضلال هو من أبلغ العبارات في الزجر والتخويف، ومن وقع في الضلال فقد خاب وخسر.

المقصد العاشر:
تشخيص الداء، وتحديد الدواء: قد تشخص الداء من خلال قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} وأنه لم ينلهم الغضب إلا بسبب كفرهم وعنادهم وعدم استجابتهم لدعوة الحق وقد لازم غضب الله اليهود لعنادهم وجحودهم.
وفي قوله تعالى: {وَلَا الضَّالِّينَ} تشخيص لداء اتّباع الهوى، وأنه يزلُّ بصاحبه عن المحجة، فيكون في سُبُل تعصف به ولا يستقر به قرار (¬1)، ومن هنا لازم
¬_________
(¬1) إشارة إلى قوله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} الآية (153) من سورة الأنعام.

الصفحة 52