- عليه السلام -: {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} (¬1)، وقد يجوز أن يكون قيل للشيطان: رجيم، لأن الله جل ثناؤه طرده من سماواته، ورجمه بالشهب.
النظرة الحادية والعشرون
القول في تفسير: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
إن قول الله - عز وجل -: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} هي الآية الأولى على ما نراه راجحا من أقوال العلماء رحمهم الله، فالله سبحانه وتعالى أدب نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم -، بتعليمه تقديم ذكر أسمائه الحسنى أمام جميع أفعاله، وأقواله وجميع مهامه، وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أدبه به ربه تعالى سنة لأمته يستنون بها، وسبيلا يتبعونه عليها، فباسمه تعالى يكون افتتاح أوائل منطقهم، ومطالع رسائلهم وكتبهم وحاجاتهم، حتى أغنت دلالة ما ظهر من قول القائل: {بِسْمِ اللَّهِ} من مراده الذي هو محذوف (¬2)، فأصبح المسلم ذاكراً لله - عز وجل - في كل شؤونه، فيقول: {بِسْمِ اللَّهِ} (¬3)، أقرأ {بِسْمِ اللَّهِ} وأكتب، وأقعد وأقوم، وأنام
¬_________
(¬1) الآية (46) من سورة مريم.
(¬2) جامع البيان (1/ 114) بتصرف.
(¬3) تكتب بغير ألف (بسم الله) استغناء عنها بباء الإلصاق، في اللفظ والخط لكثرة الاستعمال، بخلاف قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} الآية (1) من سورة العلق، لم تحذف الألف لقلة الاستعمال (جامع البيان 1/ 99).