كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)
128…عاملاً للنبي على بطون تميم (1). والمعلوم لدينا أن على كل بطن من بطون تميم - تقريباً - كان يوجد جابياً للصدقة (2). وكانت تولية العامل تعقد بكتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم (3). وقد روعي في شخصية العريف أو السيد توفر عدة مقومات أساسيات تجعل منه كفؤ للرئاسة. منها أن يكون له شرف وسؤدد قديم في الجاهلية (4). وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: خياركم في الجاهلية، خياركم في الإسلام، إذا فقهوا (5). وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد سأل الأزد، يوم الطائف، عمن يريدون أن يحمل رايتهم، فقالوا: من كان يحملها في الجاهلية (6). كما يجب أن تتوفر في السيد عدة خلال منها الكرم (7)، والعلم (8)، والتواضع (9). أما بالنسبة للنقيب، فقد كانت بداية ظهور مهمته في ليلة العقبة الأخيرة، حين وافى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمكة سبعون رجلاً من الأوس والخزرج، وبايعوه على أن ينصروه بالمدينة، فاختار منهم اثني عشر نقيباً (10). وكانت وظيفة…
__________
(1) ابن حجر: الإصابة، جـ2، ص53. (2) وكان ممن ولي جباية صدقات بطون تميم هم: شبر بن صفوان بن عمرو بن الكاتب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبدالله بن دارم التميمي. (انظر: ابن حجر: نفس المصدر، جـ2، ص136). ومنهم أيضاً، سهل بن منجاب التميمي. (انظر: ابن حجر: نفس المصدر، جـ2، ص187). والهيثم التميمي. (وانظر: ابن حجر: نفس المصدر، جـ3، ص615) ومالك بن نويرة التميمي. (انظر: ابن حجر: نفس المصدر، جـ3، ص360). ومنهم أيضاً: قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر بن مقاعس التميمي. (انظر: الأصفهاني: الأغاني، جـ14، ص66 - 72). ومنهم أيضاً، عكراش ابن ذويب بن حرقوص بن جعيدة التميمي السعدي؟ (انظر: ابن حجر: المصدر السابق، جـ2، ص496). (3) ذكر صيفي بن عامر، سيد بني ثعلبة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب له كتاباً، فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لصيفي بن عامر على بني ثعلبة بن عامر من أسلم منهم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأعطى خمس المغتنم وسهم النبي والصفى فهو آمن بأمان الله". (انظر: ابن حجر: نفس المصدر، جـ3، ص196 - 197). (4) ابن حجر: نفس المصدر، جـ3، ص410، 655 - 656. (5) مسلم: الصحيح، جـ4، ص1958. (6) ابن حجر: المصدر السابق، جـ3، ص561. (7) ابن إسحاق: السيرة، جـ2، ص316، ابن قدامة: الاستبصار، ورقة 31، ابن حجر: المصدر السابق، جـ2، ص529. (8) ابن قدامة: المصدر السابق، ورقة 14. (9) ابن حجر: المصدر السابق، جـ3، ص480. (10) وهؤلاء النقباء هم: أسعد بن زرارة، وسعد بن عبادة، وسعد بن الربيع، وسعد بن خيثمة، والمنذر بنعمرو، وعبدالله بن رواحة، والبراء بن معرور، وأبو الهيثم بن التيهان، وأسيد بن حضير، وعبدالله بن عمرو بن حرام، وعبادة بن الصامت، ورافع بن مالك. (انظر: ابن قدامة: المصدر السابق، ورقة 10 - 11). وكان صاحب مخطوطة المبعث والمغازي، قد فصل في ذكرهم فقال: "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - مخاطباً أسعد بن زرارة من بني النجار - فأنت نقيب على قومك. وأخذ منهم أثني عشر نقيباً: فكان نقيبي بني سلمة، البراء بن معرور وعبدالله بن عمرو بن حرام، وكان نقيب بني ساعدة المنذر ابن عمرو بن خنيس وسعد بن عبادة بن دليم، وكان نقيب بني زريق، رافع ابن مالك بن العجلان، وكان نقيبي بني الحرث بن الخزرج، عبدالله بن رواحة وسعد بن الربيع، وكان نقيب القواقل عبادة بن دليم، وكان نقيب بني زريق، رافع ابن مالك بن العجلان، وكان نقيبي بني الحرث بن الخزرج، عبدالله بن رواحة وسعد بن الربيع، وكان نقيب القواقل عبادة بن الصامت، وكان نقيبي بني عبد الأشهل أسيد بن حضير وأبو الهيثم بن التيهان، وكان نقيب بني عمرو بن عوف سعد بن خيثمة بن الحرث (انظر: أبو القاسم، ورقة 58 - 59). وكان بن هشام قد ذكر نسب سعد بن خيثمة بن الحرث بقوله "ونسبه ابن إسحاق في بني عمرو بن عوف وهو من بني غنم بن السلم، لأنه ربما كانت دعوة الرجل في القوم ويكون فيهم فينسب إليهم. (انظر ابن إسحاق: المصدر السابق، جـ2، ص312). وقد ذكر النقباء ابن إسحاق إلا أنه لم يعد فيهم أبا الهيثم بن التيهان، وعد فيهم رفاعة بن عبدالمنذر بن زبير، من بني عمرو بن عوف بن مالك. (انظر: نفس المصدر، جـ2، ص303 - 304). وفي ذلك أيضاً يقول بن هشام: وأهل العلم يعدون فيهم أبا الهيثم بن التيهان، ولا يعدون رفاعة. (انظر: ابن إسحاق: نفس المصدر، جـ2، ص304 - 305). والنقيب: في كلام العرب، كالعريف على القوم، غير أنه فوق العريف. (انظر: الطبري: جامع البيان. جـ6، ص148).