كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)
161…ومن بطون بني ساعدة، بنو قشبة، واسم قشبة عامر بن الخزرج بن ساعدة (1)، وقد نزلوا قريباً من بني حديلة (2). وذلك يعني أن منازل بني قشبة في الجهة الشمالية لدار بني ساعدة، وبالتالي شمال المسجد النبوي. لأن تلك الجهات كانت منازل بني حديلة أو جديلة، وكانت بئر حاء، المعروفة هناك في وسط دورهم (3). ونزل رهط سعد بن عبادة، وهم بنو أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، الدار التي يقال لها: "جرار سعد (4) ". وكانت ابن زبالة - فيما نقله السمهودي - قد ذكر أن عرض سوق المدينة، مابين المصلى إلى جرار سعد بن عبادة (5). ويذكر العياشي أن جرار سعد قد أشارت إلى مكانها الدولة العثمانية، فوضعت مكانها سبيلاً مجصصاً على تلعة صغيرة جداً، انفصلت عن جبل بني اديل الذي كان يقال له: "المستندر الأدنى (6) ". ويمكن القول أن موقع جرار سعد - هذه الأيام - في شمالي مستشفى الملك عبد العزيز، حيث يمر عليها الطريق الموصل من خلف المستشفى المذكور من الشمال إلى طريق الشهداء (7). ومن بطون بني ساعدة أيضاً، بنو وقش، وبنوعنان أبناء ثعلبة بن طريف ابن الخزرج بن ساعدة. وقد نزلوا الدار التي يقال لها: "بنو ساعدة" ويقال لها أيضاً: "بنو طريف (8) ". وهي بين الحماضة وجرار سعد (9). والظاهر - كما يرى…
__________
(1) السمهودي: المصدر السابق، جـ1، ص209. (2) السمهودي: نفس المكان. وبنو حديلة: بضم الحاء المهملة، لقب عاوية بن عمرو بن مالك بن النجار. (انظر: المطري: التعريف، ص78، السمهودي: المصدر السابق، جـ1، ص209). ويقال لهم أيضاً بنو جديلة، بالجيم. (انظر: المرجاني: تاريخ هجرة المختار، ورقة 159). وقيل أيضاً في اسمهم: خذيلة، بالخاء والذال. (انظر: العجيمي: مكة والمدينة، ورقة 49). ويبدو أن الأشكال في ذكر اسمهم، كان نتيجة النسخ، فصحف لعدم وجود النقاط على الحروف في معظم الكتب القديمة. (3) السمهودي: المصدر السابق، جـ1، ص211 - 12. بئر حاء: نخل وبئر من أموال أبي طلحة الأنصاري، وكانت مستقبلة المسجد النبوي. (انظر: المطري: المصدر السابق، ص58). (4) وهي جرار كان سعد بن عبادة يسقي الناس فيها الماء بعد موت أمه. وموضعها يكون مما يلي سوق المدينة من جهة الشمال، ويكون المصلى حده الجنوبي. (انظر: السمهودي: الوفاء، جـ1، ص209). (5) نفس المكان. (6) المدينة بين الماضي والحاضر، ص89، وما بعدها. المستندر: هو الجبل الصغير الذي في شرقي مشهد النفس الزكية، بمنزلة الحاج الشامي. (انظر: السمهودي: المصدر السابق، جـ2، ص760). وبالنسبة لمشهد النفس الزكية، فقد انتهى اليوم. فلا وجود له. (7) العياشي: المرجع السابق، ص89 وما بعدها. مستشفى الملك: أنشئ في أول عهد الحكومة السعودية، في باب الشامي. (انظر: حافظ، علي: فصول من تاريخ المدينة، ص246). (8) السمهودي: الوفاء، جـ1، ص210. (9) السمهودي: نفس المكان. الحماضة: هي المعروفة اليوم بالحماطة بإبدال الضاد طاء، وهي ما ين مدفن مالك بن سنان إلى نهاية السلطانية، البستان المزال اليوم. (انظر: العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر، ص98). ومدفن مالك بن سنان، يقع في غربي المدينة ملاصقاً للسور. (انظر: السمهودي: المصدر السابق، جـ3، ص923).