كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)

162…السمهودي - أن منازل بني وقش، هي المرادة من القول، أن لبني ساعدة منزلاً في شامي مسجد الراية (1). ومن بطون بني الخزرج، القاطنين باطن المدينة، بنو النجار، وكانوا نهاية المطاف لطريق الرسول صلى الله عليه وسلم، من قباء، حيث بركت ناقته، حين أتت دار بني مالك بن النجار واختط المسجد، حيث بركت الناقة (2). وبعد بناء المسجد أصبحت دار بني غنم بن مالك بن النجار واقعة شرقية (3). ومن أزقتهم في تلك الجهة، مما يواجه باب جبريل، زقاق ني غنم (4). وفي غربي المسجد، كانت دار بني عدي بن النجار (5). أما دار بني خدرة فكانت عند بئر البصة (6). وبئر البصة - كما ذكرنا آنفاً - بئر قريبة من البقيع في جنوبه، على يسار السالك إلى قباء (7)، أي أن دارهم واقعة جنوب شرقي المسجد النبوي وجنوبي البقيع، الواقع شرقي المسجد. وإلى جوار بني خدرة، كانت منازل بني مازن بن النجار، حيث ذكر أن منازلهم جنوبي بئر البصة ودار بن خدرة (8). وكانت منازل بني خدارة، وهم أخوة بني خدرة، واقعة جنوبي دار بني ساعدة عند الأطم الذي بجرار سعد (9). أي أن منازلهم إلى الشمال من المسجد النبوي. وإلى جوارهم من جهة الشرق، كانت منازل بن حديلة، وقد مر ذكرهم - ودارهم عند بئر حاء (10)، مستقبلة المسجد أي أنها في شماله (11).…
__________
(1) نفس المصدر، جـ1، ص210. مسجد الراية: هو مسجد ذباب، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم، على جبل ذباب. وضرب قبته عليه. (انظر: السمهودي: نفس المصدر، جـ3، ص845). ومسجد الراية هنا، هو ما كان يعنيه المطري، ولم يكن يعرف اسمه، حين حدد موضعه بقوله: إنه أعلى ثنية الوداع، عن يسار الداخل إلى المدينة من طريق الشام. (انظر: التعريف، ص55). ويرى السمهودي أن المراد بذلك الوصف الذي أورده المطري، هو المسجد المعروف بمسجد الراية نفسه .. وهو مبني بالحجارة المطابقة على صفة المساجد العمرية، أي التي بنيت على عهد عمر بن الخطاب، وكان قد تهدم هذا المسجد. فجدد سنة خمس أوست ,أربعين وثمانمائة من الهجرة. (انظر: المصدر السابق، جـ3، ص845 - 847). (2) ابن إسحق: السيرة، جـ2، ص343. (3) المطري: التعريف، ص77، السمهودي: الوفاء، جـ1، ص210. (4) انظر: العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر، ص168. (5) المطري: المصدر السابق، ص77 - 78. (6) المطري: نفس المكان. (7) العباسي: عمدة الأخبار، ص262 - 263، العياشي: المرجع السابق، ص134. (8) المطري: المصدر السابق، ص77. (9) المطري: نفس المصدر، ص79، السمهودي: المصدر السابق، جـ1، ص209. ومما تجدر الإشارة إليه، أن العجيمي قد ذكر أن مسجد بني خدرة، شامي سوق المدينة بقرب سقيفة بني ساعدة (والسقيفة هي المعروفة اليوم في مثلث الحديثة الكائنة في رأس شارع السحيمي من جهة الغرب). والصحيح أن المراد، هم بنو خدارة وليس بني خدرة، لأن ذلك الوصف الذي أورده العجيمي ينطبق على ما سبق ذكره عن منازلهم. (انظر: مكة والمدينة، ورقة 49). (10) المطري: التعريف، ص78، السمهودي: الوفاء، جـ1، ص211، العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر، ص167 - 172. (11) السمهودي: المصدر السابق، جـ3، ص961.

الصفحة 162