كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)

165…وكانت دار بني سلمة هذه، تسمى خربي (1). وقيل خراباً (2). ومنهم من ذكر أن اسمها خزبى بالخاء والزاي على وزن حبلى (3). ونزل بنو سواد بن غنم بن كعب بن سلمة، عند مسجد القبلتين المذكور (4). ويبدو أن منازلهم كانت تتسع نحو الشرق والجنوب مسجد القبلتين. ومستدلنا على ذلك، ما ذكره السمهودي من أنه توجد لهم أطاماً شرقي مسجد القبلتين على شرف الحرة، وعند منقطع السهل من أرض بني سلمة (5). كما توحد لهم أطاماً جنوبي المسجد على ظهر الحرة (6). ومقتضى ذلك أن منزلة بني سواد تقع في النهاية الشرقية للحرة الغربية من شمالها (7). ونزل بنو عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، عند مسجد الخربة إلىجبل الدويخل (8). وإلى الشرق من منازل بني عبيد، كانت توجد منازل بني حرام، في مسجد القبلتين ومسجد الخربة، إلى عهد عمر بن الخطاب (9). ولذلك كان السيل يحول بين بني حرام وبين صلاة الجمعة في المسجد النبوي، فطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم، التحول إلى أقرب مجال لمنازلهم، فدخلوا شعباً في سفح جبل سلع من جهة الغرب (20). حيث عرف ذلك الشعب - فيما بعد - باسمهم. فقيل شعب بني حرام (11). ويذكر السمهودي أن هناك آثار منازلهم وآثار مسجدهم في غربي جبل سلع على يمين السالك إلى مساجد الفتح من الطريق الجنوبية، وعلى يسار السالك إلى المدينة، وعلى مقربة من محاذاته في جهة المغرب، حصن خل (12).…
__________
(1) وقيل، سماها الرسول صلى الله عليه وسلم، طلحة. وقيل صلحة بضم الصاد. (انظر: السمهودي: الوفاء، جـ1، ص201). (2) المطري: التعريف، ص54. (3) العباسي: عمدة الأخبار، ص316. (4) السمهودي: المصدر السابق، جـ1، ص201. (5) نفس المكان. (6) السمهودي: نفس المكان.07) العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر، ص641. (8) السمهودي: المصدر السابق، جـ1، ص202. مسجد الخربة: مسجد لبني عبيد، ومنازلهم عنده. (انظر: العباسي: المصدر الاسبق، ص207). أما بالنسبة لجبل الدويخل: ويقال له جبل بني عبيد. وقربه جبل صغير آخر لهم، يسمى جبل بحينة، غربي بني حرام في الغرب، جانحاً في الشمال. والقاصد إلى مسجد القبلتين، من جهةمساجد الفتح، يمر من منازلهم. (انظر: العباسي: نفس المكان). ويعرف يجبل بحينة اليوم، بضلع عقاب. (انظر: العياشي: المرجع السابق، ص58 - 59). (9) السمهودي: خلاصة الوفاء، ص391، العباسي: عمدة الأخبار، ص207. (10) السمهودي: الوفاء، جـ1، ص203. وانظر أيضاً خلاصة الوفاء، ص391. (11) السمهودي: نفس المان. (12) الوفاء، جـ1، ص204. حصن خل: بالخاء المعجمة، وكان يعرف بقصر خل: غربي بطحان. وقد بني على أيام معاوية، أمير المؤمنين، ليكون حصناً لأهل المدينة. وإنما سمي قصر خل، لأنه على الطريق، وكل طريق في حرة أورمل يقال له: خل. (انظر: السمهودي: نفس المصدر، جـ4، ص1289).

الصفحة 165