كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)
205…الوادي، مبذر صاع (1)، وأعطى غيره، بئراً بوادي العقيق (2). وهذا يدل على أن القطائع، كانت لجميع الفئات، ولذلك اقتصد في توزيعها، حتى ينال كل نصيبه. ونتيجة لهذا التوسع الزراعي، خارج المدينة، أصبح معظم بساتينها في ظاهرها، ومحيطة بأكثرها (3). وقد اتبعت وسائل عدة، للحفاظ على الثروة النباتية في المدينة - على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم - فمنع قطع السدر، إلا من حرث (44). وقد استمر هذا التقليد، إلى عهد عمر بن الخطاب، إذ عين حارساً مهمته معاقبة من يقطع من السمر شيئاً (5). وكان للري نصيب كبير في التنظيم الزراعي على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فقضى في سيل أودية، مهزور ومذينيب وبطحان، أن يحبس الماء في الأرض إلى الكعبين. فإذا بلغ الكعبين أرسل إلى الأرض الأخرى، لا يمنع الأعلى الأسفل (6). وذكر أيضاً أن لأهل النخل إلى العقبين ولأهل الزرع إلىالشراكين (7). أما مسايل الماء في الحرار إلى السهول، فقضى في مائها أن يسقى الأعلى أرضه ثم يرسل الماء إلى جاره حتى وإن كانت تلك المسايل في أرض الأول (8). وقد ملك المهاجرون كثيراً من الأراضي الزراعية الواسعة بالغابة (9)، وبالحرة الشرقية (10). وكانت أموال بني النضير، بالعالية، قد أصبحت خالصة لرسول الله، صلىالله عليه وسلم (11)، بعد إجلائهم، في سنة أربع من…
__________
(1) ابن حجر: المصدر السابق، جـ2، ص485. (2) ابن حجر: نفس المصدر، جـ4، ص224. (3) المقدسي: أحسن التقاسيم، ص80. (4) ابن حجر: الإصابة، جـ2، ص324. (5) ابن حجر: نفس المصدر، جـ2، ص108. (6) مالك: الموطأ، جـ2، ص744، البلاذري: فتوح البلدان، جـ1 1، ص9، ابن حجر: المصدر السابق، جـ4، ص87. (7) البلاذري: المصدر السابق، جـ1، ص10. والعقبين: مفردها عقب، وهو مؤخر القدم. (انظر: الزمخشري: أساس البلاغة، ص428، معلوف، لويس: المنجد، ص518، "المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1960"). والشراك، رباط النعلين أو سيرها على ظهر القدم. (انظر: الزمخشري: المصدر السابق، ص328، معلوف، لويس: المرجع السابق، ص384). (8) البلاذري: فتوح البلدان، جـ1، ص11 - 12. (9) مالك: الموطأ، جـ2، ص752. (10) البلاذري: المصدر السابق، جـ1، ص11 - 12. (11) ابن إسحاق: السيرة، جـ3، ص684.