كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)

210…وكانت سوق المدينة الجديدة، بعد الهجرة، رحبة واسعة لا بناء، ولا ظلة فيها (1)، وكان الراكب ينزل بها فيضع رحله، ثم يطوف بالسوق، ورحله بعينه يبصره، لا يغيبه عنه شيء (2). وكان السوق أقرب إلى الطول منها إلى العرض. ومن ضمنها المنطقة المعروفة اليوم بالمناخة. ويرجح أنها تمتد من الحد الشمالي لمصلى العيد (وهو في موضع مسجد الغمامة اليوم) على منطقة جرار سعد، في منازل بني ساعدة، قرب ثنية الوداع شمال المدينة (3). وكانت بداية موضع السوق - عند جرار سع - مقابر قديمة في بني ساعدة، أعطوها الرسول صلى الله عليه وسلم، فجعلها من السوق (4). وقد حوت السوق، معظم أنواع البضائع مثل التمر (5)، والحنطة (6)، والسمن، والأقط (7)، وسائر الطعام (8)، كما عرض فيها اللبيع أنواع الجلود المدبوغة (9)، ومواد دبغها، مثل أعشاب القرظ (10). وبيع فيها أيضاً، البز، وهو نوع من الثياب، وقيل الثياب خاصة من أمتعة البيت (11). وكان للبزازين، وهم بائعوا الثياب، مكان معروف بهم في السوق (12). ويذكر أن عثمان بن عفان كان بزازاً، ولم يحترف غير البزازة، وكذلك طلحة بن عبيد الله (13). وقد عرض في السوق أيضاً، جميع مصنوعات المدينة من السهام والرماح والسيوف والحلي (14). كما عرضت فيها، أنواع الماشية (15)، وكان للخيل قسم خاص من السوق يعرف ببقيع الخيل (16)، وكذلك الإبل (17)، والبقر والغنم (18).…
__________
(1) السمهودي: المصدر السابق، جـ2، ص749. (2) السمهودي: نفس المكان. (3) السمهودي: نفس المصدر، جـ2، ص748. (4) السمهودي: الوفاء، جـ2، ص748. (5) السمهودي: نفس المصدر، جـ2، ص749. ابن حجر: الإصابة، جـ3، ص10، 550. (6) السمهودي: المصدر السابق، جـ2، ص756. (7) ابن سعد: الطبقات، جـ3، ص125. (8) ابن سعد: نفس المصدر، جـ3، ص114 - 15. (9) ابن حجر: المصدر السابق، جـ1، ص368. (10) والقرظ ورق يدبغ به، كقشر البلوط. (انظر: ابن حجر: نفس المصدر، جـ2، ص29، الكتاني: التراتيب الإدارية، جـ2، ص27). (11) ابن حجر: المصدر السابق، جـ2، ص484. الكتاني: المراجع السابق، جـ2، ص31. (12) الكتاني: نفس المرجع، جـ2، ص33. والبز: بفتح الباء، الثياب، وهي متاع البزاز، وهو بائع البز، وحرفته البزازة. (انظر: الخزاعي: الدلالات السمعية، ورقة 203). (13) الخزاعي: نفس المصدر، ورقة 202. (14) الواقدي: المغازي، ص138 - 40 (الطبعة الأولى). (15) ابن حجر: المصدر السابق، جـ1، ص483، جـ3، ص160، 397، السمهودي: المصدر السابق، جـ2، ص754. (16) السمهودي: الوفاء، جـ2، ص754. (17) السمهودي: نفس المكان، ابن حجر: الإصابة، جـ1، ص51. (18) ابن حجر: نفس المصدر، جـ1، ص483، جـ3، ص160.

الصفحة 210