كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)

219…
هيئة نقش الدراهم الفارسية، غير أنه زاد في بعضها كلمة "الحمد لله" وفي بعضها "رسول الله"، وعلى أخر "لا إله إلا الله"، وعلى أخر "عمر". والصورة صورة ملك الفرس (1).
2 - الموازين والمكاييل: ومن الأوزان المستعملة في المدينة، على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، المثقال (2). ويسمى درهماً وديناراً. وذلك لاستعمالهما في الوزن (3). ومن أوزان أهل المدينة أيضاً، التي كانوا يتعاملون بها واصطلحوا عليها فيما بينهم، وزن الأوقية، والظاهر أنها كانت تساوي أربعين درهماً (4)، كما تعاملوا بأوزان القنطار، وهو عند العرب، المال الكثير، وكان يساوي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ألف ومائتا أوقية (5). ومن مكاييل أهل المدينة، المد والصاع والفرق والعرق والوسق (6).
ثالثاً: المهن والحرف العامة
مارس أهل المدينة، إلى جانب اشتغالهم بالزراعة ومعالجة التجارة، عدة أنشطة مهنية وحرفية، تطلبتها ضرورات حياتهم ونمط معيشتهم وتقاليدهم. ولما كان في المدينة ثروة - لا بأس بها - من الماشية، مثل الغنم والإبل والخيل، لذلك زاول، بعض السكان، مهنة الرعي، لسد حاجاتهم (7)، أو لحساب غيرهم، مثل رعي عير الصدقة، أو العير المعدة للجهاد، ونحو ذلك (8). وكان يعرف من يقوم بهذه المهنة، باسم راعي العير (9). والرعاة، بصفة عامة، يأخذون - نظير قيامهم بهذه المهنة - أجراً…
__________
(1) المقريزي: إغاثة الأمة، ص51 - 52. (2) ابن حجر: الإصابة، جـ3، ص354 - 55. (3) المقريزي: المصدر السابق، ص48، زيدان، جرجي: تاريخ التمدن الإسلامي، جـ1، ص14 (تحقيق د. مؤنس). والمثقال، اسم لما له ثقل، سواء كبر أو صغر. وغلب عرفه على الصغير. ولذا صار في عرف الناس، اسماً للدينار. (انظر: المقريزي: المصدر السابق، ص48 - 49، وانظر أيضاً هامش رقم 5، نفس المكان). (4) المقريزي: نفس المكان، الخزاعي: الدلالات السمعية، ورقة 181. (5) الخزاعي: نفس المصدر، ورقة 182. (6) الخزاعي: نفس المكان، الكتاني: التراتيب الإدارية، جـ1، ص439. وكان قدر المدر، أربع حفنات بحفنة الرجل الأوسط، ليست يده بمبسوطة الأصابع ولا بمقبوضها، أما الصاع، فهو أربعة امداد، أما الفرق فكان قدره، ستة عشر رطلاً، وكان العرق، وهو الزبيل المضفور، فيعادل ما بين خمسة عشر صاعة إلى عشرين، بينما كان الوسق، يقدر بستين صاعاً. (انظر: الخزاعي: المصدر السابق، ورقة 182 - 84، أبو داوود: السنن، جـ2، ص127، الكتاني: المرجع السابق، جـ1، ص428 - 38). (7) مالك: الموطأ، جـ2، ص489. (8) ابن خياط: الطبقات، ص 106، ابن حجر: الأصابة، جـ1، ص197، 482. (9) ابن حجر: نفس المصدر، جـ1، ص148.

الصفحة 219