كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)
22…
ذكر أسماء المدينة
والاسم الإسلام لدار هجرة المسلمين هو المدينة أو مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم عوضاً عن اسمها القديم يثرب (1). وجاء اسم المدينة من التمدن وهو التوطن وزناً ومعنى وأصله اسم لكل بلد كبير ثم صار علماً بالغلبة عند الإطلاق على المدينة المنورة (2). وقيل: المدينة: من دان إذا أطاع وذلك لأن السلطان يسكن المدن فتقام له طاعة فيها أو لأن الله تعالى يطاع أو لأنه عليه السلام سكنها فدانت له الأمم (3). ويقال أنها كانت معروفة بهذا الاسم قديماً قبل الإسلام وأن اللفظ قد جاء من كلمة مدينتا ( Medinta) أو مدينتو ( Medinto) الآرمية التي تعني مدينة في اللغة العربية (4). ومن غير المستبعد أن تكون المدينة معروفة، قبل الهجرة باسم (مدينة يثرب) ثم اختصر فقيل لها مدينتا أي المدينة (5). خصوصاً وأن الرسول صلى الله عليه وسلم حين عرف دار هجرة المسلمين قال: أنها المدينة يثرب (6). ثم نهى عن قول يثرب، بعد الهجرة، واكتفى بلفظ المدينة (7)، أو مدينة الرسول (8). أما عن الاسم يثرب. فيذكر المؤرخون المسلمون أنها عرفت به نسبة إلى يثرب بن هذيل بن أرم لما نزل أول مرة وقومه موضع المدينة بعد تفرق قوم عاد (9). وقيل: أن يثرب نسبة إلى يثرب بن قانية بن مهلائيل بن أرم بن عبيل بن عوص بن ارم بن سام بن نوح وبه سميت يثرب (10). وهو من العمايق (11). وكانوا يسمون المنازل التي ينزلونها بأسمائهم (12).…
__________
(1) المطري: التعريف، ص16، ابن الحاج: رفع الخفاء، ورقة 65 (مخطوط بمكتبة المتحف العراق)، ياقوت: معجم البلدان، جـ5، ص8. (2) العجيمي: تاريخ مكة والمدينة، ورقة 35. وقد ذكر أن للمدينة أسماء تقارب المئة مثل طابة وطيبة وأرض الهجرة وأكلة البلدان وأكلة القرى والإيمان وغير ذلك. (انظر: ابن الحاج: المصدر السابق، هامش الورقة 65، السمهودي: الوفاء، جـ1، ص8 وما بعدها). (3) كبريت: الجواهر الثمينة، ورق 7. (4) جواد علي: المفصل، جـ4، ص130. (5) جواد: المفصل، جـ4، ص130. (6) ابن كثير: السيرة، جـ2، ص213. (7) المطري: التعريف، ص16 - 17. وقيل في سبب تغيير اسم يثرب إنه يعود إلى حب الرسول صلى الله عليه وسلم للاسم الحسن إذ أن يثرب مأخذو من الثرب وهو الفساد، أو التثريب وهو المؤاخذة بالذنب. (انظر: المطري: نفس المصدر، ص19). (8) ياقوت: معجم البلدان، جـ5، ص82. (9) العيني: عقد الجمان. جـ1، ورقة 32. (10) السمهودي: الوفاء، جـ1، ص156. (11) البلاذري: الأنساب، جـ1، ص6 - 7. ابن عبد البر: القصد والأمم (النجف، 1966م)، ص14. (12) ابن عبد البر: نفس المكان.