كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)
220…معلوماً من صاحب الماشية (1). أما بالنسبة لركاب الصحابة المربوطة في سبيل الله للجهاد، فالظاهر، أن رعيتها كانت نوباً عليهم، لا يأخذون على ذلك أجراً (2). ولقد اقتضى الحال - نتيجة تور الأمور، في المدينة وكثرة خروج الرجال إلى الغزوات والبعوث - ضرورة تواجد هيئة خاصة للحراسة في المدينة (3). وهذه الهيئة كانت تعرف باسم حرس المدينة (4). وهم - في الغالب - من البان، الذين يلغوا الخامسة عشرة من أعمارهم (5). كما تطلبت ضرورات الأمن - في الغزوات - وجود رجال للحراسة في الركاب، مهمتهم القيام فيها - أثناء المعركة - والذود عنها (6). وكان للرسول صلى الله عليه وسلم، عدة رجال، يتناوبون الحراسة، عند بابه، كل ليلة سواء في السلم (7)، أم في الحرب (8). وقد لقب بعضهم بالحرسى (9)، أو بحارس النبي (10)، صلى الله عليه وسلم. وذكر أن في أهل المدينة، بعض الرجال ممن كانت لهم دراية تامة بطرق وطبيعة بعض المناطق، سواء حول المدينة أم في الجزيرة العربية عامة. وقد استعين بهم كأدلاء وخبراء عارفين وملمين بأفضل الطرق وأصح المناطق وأنقاها هواء (11). أما مهنة الكتابة، فقد مارسها قلة من الصحابة، وذلك لقلة من كان يعرف صنعتها فيهم، حيث لوحظ أن الكتاب - في الغالب - كانوا من المهاجرين ممن اتقن الكتابة في الجاهلية وزاولها في الإسلام (12). على أن لك لا يعني عدم وجود كتاب من الأنصار، كانوا يتقنون الكتابة ويكتبون للنبي صلى الله عليه وسلم، مثل عبدالله بن رواحة، وأبي بن…
__________
(1) ابن حجر: نفس المصدر، جـ3، ص510. (2) انظر: الخزاعي: الدلالات السمعية، ورقة 135. (3) ابن حجر: المصدر السابق، جـ1، ص80. (4) ابن حجر: نفس المكان. (5) ابن حجر: الإصابة، جـ1، ص80. (6) ابن حجر: نفس المصدر، جـ1، ص73، جـ3، ص25. (7) ابن حجر: نفس المصدر، جـ2، ص64 - 175. (8) المقريزي: إمتاع الأسماع، جـ1، ص229. (9) ابن حجر: المصدر السابق، جـ2، ص194. (10) ابن الأثير: أسد الغابة، جـ1، ص56، ابن حجر: المصدر السابق، جـ1، ص428، جـ2، ص178. (11) ابن حجر: نفس المصدر، جـ1، ص391، جـ2، ص21، جـ3، ص425، 541. (12) ومن هؤلاء الكتاب نذكر: جهم بن الصلت، من بني عبد المطلب من قريش، تعلم الخط في الجاهلية، وكان هو والزبير بن العوام، يكتبان أموال الصدقة. ومنهم كلك، العلاء بن عقبة والأرقم. ذكر أنهما كانا يكتبان بين الناس المداينات والعهود والمعاملات، ومن هؤلاء الكتاب أيضاً، حنظلة بن الربيع بن صيفي التميمي، وكان يقال له: حنظلة الكاتب. (انظر: ابن حجر: الإصابة، جـ1، ص255 - 56، 360، جـ2، ص498، الأعظمي، محمد مصطفى: كتاب النبي، ص37، 42، 57، وفي أماكن متفرقة).