كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)
221…كعب (1)، وغيرهم. وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم، جماعة من الكتاب مهمتهم كتابة الوحي، إلى جانب الكتابة بين الناس في أمور المداينات والعهود والمعاملات (2). وكانوا يكتبون - عادة - على العسب والرقاع والعظام (3). وهناك وظائف أخرى أو مهن عرفت في المدينة، على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل وظيفة المستوفي، وهو الرجل يبعثه الإمام، يقبض المال من العمال ويستخلصه، ويقدم به على الرسول (4)، صلىالله عليه وسلم. كما أن هناك، مهنة خازن النقدين، أي صاحب بيت المال (5). وكذلك مهنة الخارص، والخرص هو حرز ما علي النخل من الرطب (6). ومن الوظائف المتعلقة بالمسجد، عدا وظيفة الإمام، وظيفة المؤذن. ومن المؤذنين المشهورين في المدينة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، بلال بن رباح، وابن أم مكتوم، وكان رجلاً أعمى، وسعد القرظ، مولىالأنصار، وكان يؤذن في مسجد قباء (7). وكان للطب نصيب من اهتمام الناس، في مجتمع المدينة، على عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومن مظاهر اهتمامهم، حرص معظمهم على معرفة بعض الأمور الطبية، واجتهدوا في فهمها والإلمام بأسرارها (8). وكان ممن اشتغل بالطب وابمتهنه في المدينة، الحارث بن كلدة الثقفي (9). وقد تعلم الطب في ناحية فارس واليمن، وتمرن هنالك وعرف الداء (10). وكان الصحابة يقصدونه في مرضهم، ويسمونه طيبي العرب (11). ويذكر أن أسماء بنت عميس،…
__________
(1) ابن حجر: المصدر السابق، جـ1، ص19، جـ2، ص306، النووي: تهذيب الأسماء واللغات، جـ1، ص108 - 109، 210. (2) ومن هؤلاء: أبي بن كعب الأنصاري، ويعد أول من كتب للنبي. (انظر: النووي: نفس الصدر، جـ1، ص108، 109 ابن حجر: المصدر السابق، جـ1، ص19). وكذلك منهم زيد بنثابت الأنصاري، كان يكتب الوحي، ويكتب المراسلات إلى الناس، وكان ألزم الصحابة كتابة الوحي. (انظر: النووي: المصدر السابق، جـ1، ص200 - 201، ابن عبد البر: الاستيعاب" هامش كتاب الإصابة، جـ1"، ص51، الأعظمي، محمد مصطفى: المرجع السابق، ص60 - 63). ومن كتاب الوحي أيضاً، عبدالله بن سعد بن سرح العامرين القرشي. (انظر: ابن عبد البر: المصدر السابق، ص51، ابن حجر: المصدر السابق، جـ2، ص317). وكلك معاوية بن أبي سفيان من بني أمية، أسلم في فتح مكة. (أنظر: النووي: المصدر السابق، جـ2، ص102). (3) ابن عبد البر: المصدر السابق، ص551 - 52. والعسب، وأحدها عسيب، وهو جريدة من النخل مستقيمة دقيقة، يكشط خوصها. (انظر ابن سيده: المحكم، جـ1، ص313). والرقاع: واحدها رقعة، من الجلد، وهي قرطاسة، يكتب عليها. (انظر: الزمخشري: أساس البلاغة، ص245). (4) الخزاعي: الدلالات السمعية، ورقة 168. (5) الخزاعي: نفس المصدر، ورقة 169. (6) الخزاعي: نفس المصدر، ورقة 162. (7) ابن حجر: الإصابة، جـ1، ص165، جـ2، ص29، الخزاعي: المصدر السابق، ورقة 31 - 32. (8) ابن حجر: المصدر السابق، جت2، ص156. (9) ابن جلجل: طبقات الأطباء والحكماء، ص54، ابن حجر: المصدر السابق، جـ1، ص288. (10) ابن جلجل: المصدر الاسبق، ص54. (11) ابن حجر: الإصابة، جـ1، ص288.