كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)
222…كانت تمارس مهنة الطب وتصف الدواء للناس (1)، وقد أصابت علومها الطبية تلك، بأرض الحبشة (2). كما باشرت بعض الصحابيات مهنة التمريض، حيث ذكر في هذا المجال، أن امرأة من أسلم، يقال لها: رفيدة، كان لها خيمة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، تداوي الجرحى، وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين (3). وهناك مهن أقل شأناً ومنزلة بين الناس، مارسها بعضهم في المدينة، على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل مهنة الحجام (4)، ومهنة الحلاق، وهو - في الغالب - حجام (5). وكذلك مهنة الجزار (6)، ويدعى الجزار أحياناً، لحاماً (7) واللحام بصيغة المبالغة، بائع اللحم (8)، وكانوا يبيعون اللحم في السوق (9). ومن تلك المهن أيضاً، مهنة الخباز (20). ويذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم، مر بأحد الخبازين فقالك إياك والخبز المرقق (11). كما زاول بعضهم مهنة الطبخ (12)، ومهنة الخياطة (13)، ومهنة حفر القبور (14)، وقد يسمى الحفار نباشاً (15). وعرف بين اهل المدينة السقاء، وكان يحمل الماء للناس على ظهره (16)، أو على الإبل (17)، وأحياناً كان يؤجر نفسه، يستخرج الاء من البئر بالدلو، على كل دلو تمرة (18).…
__________
(1) ابن سعد: الطبقات، جـ2، ص236. (2) ابن سعد: نفس المكان. واسماء بنت عميس، هي أسماء بنت عميس بن سعد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك الخثعمية. وكانت أخت ميمونة بنت الحارث، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، لأمها. وكانت من المهاجرات إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب. (انظر: ابن حجر: المصدر السابق، جـ4، ص231). (3) ابن إسحاق: السيرة، جـ3، ص720. وقد ذكر أنه أثناء معركة أحد (ولم يضرب الحجاب، يومئذ) خرجت مجموعة نم النساء، يحملن الطعام والماء على ظهورهن، يسقين الجرحى ويداوينهم. (انظر: الواقدي: المغازي، ص195، 206 "الطبعة الأولى"). (4) ابن حجر: المصدر السابق، جـ2، ص6، 104، جـ4، ص68 - 69. (5) ابن حجر: نفس المصدر، جـ3، ص44، 449. (6) ابن إسحاق: المصدر السابق، جـ4، ص1042، الكتاني: التراتيب الإدارية، جـ2، ص106. (7) ابن حجر: المصدر السابق، جـ4، ص102. (8) الكتاني: التراتيب الإدارية، جـ2، ص106. (9) مالك: الموطأ، جـ2، ص488. (10) ابن حجر: الأصابة، جـ3، ص401. (11) ابن حجر: نفس المكان. (12) الكتاني: المرجع السابق، جـ2، ص107. (13) ابن سعد: الطبقات، جـ1، ص391، الكتاني: المرجع السابق، جـ2، ص60. (14) الخزاعي: الدلالات السمعية، ورقة 223. (15) ابن حجر: المصدر السابق، جـ1، ص167. وأطلق لفظ نباش فيما بعد على حفار القبور بغرض السرقة. (16) الكتاني: المرجع السابق، جـ2، ص104. (17) ابن حجر: المصدر السابق، جـ3، ص54، 297 - 98. (18) ابن حجر: نفس المصدر، جـ3، ص297 - 98.