كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)
23…وحاصل ما ذكر أن اسم يثرب كان قديماً. ويقال: أنه وجد مكتوباً على حجر بوادي العقيق ضمن نص أورده ابن زبالة جاء فيه "أنا عبدالله رسول الله سليمان بن داوود إلى أهل يثرب" (1). ومن الباحثين المحدثين من يرى أن أقدم مورد أشير فيه إلى يثرب هو نص الملك نبونيد ( Nabonid) (556 - 539 ق. م). الذي ذكر فيه أنه بلغ هذه المدينة (2). كما ذكرها بطليموس ( Ptolemy) في جغرافيته وكذلك استيفانوس اليزنطي ( Stephanus Byzantinus) باسم يثربا ( lathrippa) (3). وكما سبق أن أشرنا فإن أشرنا فإن الجزء الجنوبي من المدينة كان يعرف بالعالية وقباء وذلك يعني أن اسم يثرب لم يكن يطلق على جميع أجزاء المدينة في الغالب. وقد لاحظ ذلك معظم مؤرخي المدينة فذكروا أن يثرب اسم ناحية من مدينة الرسول (4) وأنما غلب الاسم على كل المدينة - في بعض الأحيان - من باب إطلاق اسم البعض على الكل (5). وكانت ناحية يثرب قبل نزول الأوس والخزرج تعد أم قرى المدينة وبها كان معظم اليهود النازلين فيها على العماليق (6). ويذكر المطري أن ناحية يثرب كانت معروفة بهذا الاسم إلى أيامه، وفيها نخيل كثير ملك لأهل المدينة وأوقاف للفقراء وغيرهم (7). ويحدد موضعها على أنه "غربي مشهد أبي عمارة حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله، وشرقي الموضع المعروف بالبركة، مصرف عين الأزرق ينزلها الركب الشامي في وروده وصدوره وتسميها الحجاج عيون حمزة (8).…__________
(1) السمهودي: الوفاء، جـ1، ص158 - 59، ابن النجار: الدرة، ص30. (2) جواد: المفصل، جـ1، ص610 - 615، ج4، ص130. (3) Brita; Ency. Vol. 15 p. 206. (4) المطري: التعريف، ص19، المراغي: تحقيق النصرة، ص22. (5) السمهودي: المصدر السابق، جـ1، ص10. (6) المطري: المصدر السابق، ص19. (7) المطري: نفس المكان. (8) المطري: التعريف، ص19، المراغي: تحقيق النصرة. ص19، مشهد حمزة: في الركن الشمالي الشرقي من جبل عينين جنوبي جبل أحد. وهو على مسافة أربعة ونصف كيلومترات في الخط الممتد من مسجد الغمامة وسط المدينة. (انظر: العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر، ص531 - 532). عين الأزرق: تسميها العامة العين الزرقاء. وهي عين أجراها مروان بن الحكم لما كان والياً لمعاوية على المدينة. وكان أزرق العينين أضيفت إليه العين التي اجراها بأمر معاوية. وأصلها بئر معروفة كبيرة بقباء غربي مسجد قباء وهي عذبة الماء وغزيرته. أما البركة فهي قرب بئر رومة - شمال غربي المدينة آخر العقيق - تصلها قناة يجري فيها الماء من عين الأزرق. (انظر: العباسي: عمدة الأخبار، ص265، 379، الأنصاري، عبد القدوس: آثار المدينة، ص262 وما بعدها).
