كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)
236…يصيدون، الظباء والبقر والحمر الوحشية، ونحو ذلك (1). وقد رخص لهم في أكل الصيد، بعد ثلاث ليال، إلا أن ينتن (2).
5 - اللباس
امتاز لباس الصحابة - على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم - في المدينة، ببساطته وتكونه من جزئين رئيسيين هما، الإزار (3)، وكانوا يرخون مقدمة افزار حتى تقع حاشيتاه على ظهر القدم، ويرفعونه مما وراءهم (4)، ويكون تحت السرة، وقد يكون فوقها (5). والإزار - بصفة عامة - قصير، ويكره عندهم إسباله (6). والجزء الثاني من ثيابهم، هو الرداء، ويعرف أيضاً بالقميص، ويغطي أعلى الجسم (7)، وهو قصير الطول، قصير الكمين، وربما يصل إلى الرسغين (8). ويذكر أن طول رداء النبي، صلى الله عليه وسلم، أربع أذرع وعرضه ذراعان (9). وبلبس القميص كل من الرجال، كبارهم وصغارهم على حد سواء، إلا أن أقمصة الصبيان قد تكون حمراء اللون (10)، بينما نهى الكبار عن لبس اللون الأحمر، فتركوه (11). ويذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم، أمرهم بالبياض من الثياب، فإنها من خير ثيابهم، فإنها من خير ثيابهم، ولأنها أطهر وأطيب (12). والذي يبدو لنا، أن السر في تفضيلهم للثياب البيض، إنما يرجع إلى خاصيتها المعروفة في إظهار الأقذار بمجدر، أن تعلق بها، مما يستوجب تنظفيها في الحال. ولذلك قيل إنها أطهر وأطيب، خصوصاً، وكان لبسها كان ضرورياً، في جميع الأوقات، بعكس ما كان عليه الحال في لبس الجبب والبرود، التي لم يكونوا يلبسونها - على الأغلب - إلا أيام…
__________
(1) الواقدي: المغازي، ص17 (الطبعة الأولى)، ابن عبد البر: الاستيعاب (هامش كتاب الإصابة، جـ1)، ص549، ابن حجر: الإصابة، جـ1، ص482، الكتاني: التراتيب الإدارية، جـ2، ص96. أما بالنسبة للحمر الوحشية، فإن الوحش، كل شيء من دواب البر، مما لا يستأنس، مؤنث، والجمع وحوش. ويقال حمار وحشي، وثور وحشي، وكل شيء لا يستانس بالناس وحشي. (انظر: ابن سيده: المحكم، جـ3، ص359). (2) الدولابي: الكني والأسماء، جـ1، ص21. (3) ابن سعد: الطبقات، جـ1، ص359، ابن حجر: المصدر السابق، جـ2، ص80، 535 - 36، جـ3، ص26. (4) ابن سعد: المصدر السابق، جـ1، ص459. (5) ابن سعد: نفس المكان. (6) ابن حجر: المصدر السابق، جـ2، ص535 - 36، جـ3، ص26. (7) مالك: الموطأ، جـ1، ص141، ابن سعد: المصدر السابق، جـ1، ص462 - 63. (8) ابن سعد: الطبقات، جـ1، ص458. (9) ابن سعد: نفس المكان. (10) ابن حجر: الإصابة، جـ1، ص329. (11) ابن حجر: نفس المصدر، جـ2، ص425. (12) ابن سعد: المصدر السابق، جـ1، ص449 - 50.