كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)
237…الجمعة وفي العيدي (1). ولذلك فإن معظمها، كانت تغلب عليه الوان الحمرة والخضرة، على شكل خطوط حمراء أو خضراء (2). وقد لبس بعض أهل المدينة، البرنس، وهو كل ثوب رأسه منه وملتصق به (3). وقد لبس الصحابة أيضاً السراويل (4). والذي يبدو أنهم ربما استعاضوا بالسروال عنالأزار. ويذكر أن النجاشي ملك الحبشة، بعث إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، بكسوة فيها سروايل (5). أما لبس العباءة، فالظاهر أنها لم تكن شائعة كثيراً، بين الصحابة في المدينة، على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر أبا بكر الصديق كانت عليه عباءة له "فدكية". وكان يحرص على لبسها لا تفارقه حتى عرف بها. ولذلك قال أهل نجد، حين ارتدوا كفاراً: نحن نبايع ذا العباءة (6). وذلك يدلل على تميز أبي بكر بالعباء عن غيره من الحصابة، الذين لم يعتادوا لبسها. وكان أغلب لباسهم، ما نسج من القطن وربما لبسوا ما نسج من الصوف والكتان (7). ولم يرخص لهم في لبس الحرير، إلا ما ذكر من أن الرسول صلى الله عليه وسلم، رخص للزبير بن العوام في قميص من حرير (8). وكذلك عبدالرحمن بن عوف، رخص له في لبس الحرير من شرى كان به (9).…
__________
(1) ابن سعد: نفس المصدر، جـ1، ص450 - 51. والجبب، مفردها جبة، ضرب من مقطعات الثياب، تلبس. وجعها جبب، وجباب. والجبة من أسماء الدرع. (انظر: انب منظور: لسان العرب، جـ1، ص393). والبرود، مفردها البرد، بضم الباء وسكون الراء، ثوب فيه خطوط، وخص بعضهم به الوشى. (ابن منظور: نفس المصدر، جـ1، ص189). (2) ابن سعد: المصدر السابق، جـ1، ص450 - 54، ابن الجوزية: زاد المعاد، ورقة 17. (3) مسلم: الصحيح، جـ1، ص97، مجموعة من المؤلفين: المعجم الوسيط، جـ1، ص52. (4) مالك: الموطأ، جـ1، ص325، ابن حبيب: المحبر، ص76. والسراويل، لباس يغطي السرة والركبتين وما بينهما، وهو فارسي معرب. (انظر: مجموعة من المؤلفين: المرجع السابق، جـ1، ص430). (5) ابن حبيب: المصدر السابق، ص76. (6) ابن إسحاق: السيرة، جـ4، ص1041. والعباءة الفدكية، يبدو أنها نسبة إلى بلدة فدك: بالتحريك وآخره كاف، بينهما وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة. أفاءها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، في سنة سبع صلحاً، بعد فتح حصون خيبر. (انظر: معجم البلدان، جـ4، ص238). والعباءة، أو العباية، لغة فيه: ضرب من الأكسية، واسع فيه خطوط سوداء كبار، والجمع عباء، بكسر العين. (انظر: ابن سيده: المحكم، جـ2، ص187). (7) ابن الجوزية: زاد المعاد، ورقة 17. (8) ابن سعد: الطبقات، جـ3، ص103. (9) مسلم: الصحيح، جـ3، ص1646، ابن سعد: المصدر السابق، جـ3، ص130. والشرى، بثور حمر كالدراهم، حكاكة مؤملة. (انظر: مجموعة من المؤلفين: المعجم الوسيط، جـ1، ص484).