كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)

239…
6 - المظهر العام للصحابة
من أهم مظاهر اهتمام الصحابة في المدينة، بمظهرهم العام، اعتنائهم بنظافة ثيابهم، حتى أن الصحابي كان يتخذ ثوبين لجمعته (1)، سوى ثوبي مهنته (2). وقد عرف تميم بن أوس الداري، بين الصحابة بأنه صاحب هيئة ولباس، وكان اشترى رداء بألف درهم، يخرج فيه إلى الصلاة (3). ولم يترك الصحابة الشعر في وجوههم رسلاً، بل أحفوا شوارهبم، أي أزالوا ما طال منها على الشفتين، وأعفوا لحاه، أي وفروها لتكثر (4)، وصبغوها بالحناء (5). كما أخذوا من أظفارهم (6)، واكتحلوا بالأثمد، واستعملوا السواك، لنظافة أسنانهم (7). وكان لبعض الصحابة جمة، وهي شعر الراس إذا بلغ المنكبين، وكان الرجل يسرحها وربما دهنها في اليوم مرتين (8)، مستعملاً أمشاط العام (9). اما بالنسبة للمرأة، فإنها كانت تضفر ضعرها وتجعله ذوائباً (10)، مستعمل المشط (11) أيضاً. وقد حرص الصحابة، على التطيب بالمسك والعنبر (12)، وهي عادة كانت معروفة بين الناس في المدينة، حتى قبل…
__________
(1) مالك: نفس المصدر، جـ1، ص110. (2) مالك: نفس المكان. (3) النووي: تهذيب الأسماء واللغات، جـ 1، ص138 - 39. (4) مالك: الموطأ، جـ2، ص947، ابن سعد: الطبقات، جـ1، ص449. (5) البخاري: الصحيح، جـ7، ص137. (6) ابن سعد: المصدر السابق، جـ1، ص443، ابن حجر: الإصابة، جـ2، ص354. (7) البخاري: المصدر السابق، جـ2، ص3 - 4، ابن سعد: المصدر السابق، جـ1، ص484. والأثمد، عنصر فلزي معدني بلوري الشكل قصديري اللون، صلب هش، يوجد في حالة نقية، وغالباً متحداً مع غيره من العناصر، يكتحل به. (انظر: مجموعة من المؤلفين: المعجم الوسيط، جـ1، ص100). والسواك: عود يتخذ من شجر الأراك ونحوه، يستاك به، أي ينظف الفم أو الأسنان به. (انظر: مجموعة من المؤلفين: نفس المرجع، جـ1، ص467). (8) مالك: المصدر السابق، جـ2، ص949. (9) ابن سعد: المصدر السابق، جـ1، ص484. (10) البخاري: المصدر السابق، جـ7، ص140، مسلم: الصحيح، جـ1، ص259. (11) البخاري: تاريخ، جـ1، ص129. (12) البخاري: تاريخ، جـ2، ص88، ابن سعد: الطبقات، جـ1، ص399، مالك: الموطأ، جـ1، ص110.

الصفحة 239