كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)

243…
8 - الطعام والشراب
لم تكن مسألة الترفع في الطعام والشراب، تستحوذ على اهتمام أهل المدينة كثيراً على عهد الرسول (ص). ولذلك تجد أحياناً أن عامة زادهم التمر (1)، وخبز الشعير (2). وربما أولموا بالوليمة ما فيها خبز ولا لحم (3). ومع أن هذا القول ربما كان يصور الحالة المعيشية التي كانت تمر بالمدينة في كثير من الأحيان - كما سبق أن رأينا - إلا أن المعروف عن المسلمين عامة واهل المدينة، على وجه الخصوص، في تلك الفترة، قلة إقبالهم على الطعام (4)، لما روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قوله: حسب ابن أدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه (5). ومن أفخر طعامهم الثريد، من الخبز وعراق اللحم (6)، وكذلك الخبز المثرود باللبن (7)، والثريد من التمر (8)، والقديد (9). ومن الأطعمة التي يفضلونها أيضاً، الرطب (10) وسائر الحلو والعسل والبطيخ والسفرجل، ونحو ذلك من الفاكهة (11). وكذلك أحبوا مرق الدباء (القرع) مع خبز الشعير بالشحم المذاب، ويعرف بالأهالة، وهي الودك (12)، أو كل ما يؤتدم به من الأدهان (13)، وكانوا أيضاً، يأتدمون بالخل (14). وربما أضافوا إلى طعامهم البصل والثوم (15).…
__________
(1) ابن إسحاق: السيرة، جـ4، ص1048، الواقدي: المغازي، ص262 (الطبعة الأولى). (2) ابن سعد: الطبقات، جـ1، ص408. (3) مالك: الموطأ، جـ2، ص546. (4) ابن سعد: المصدر السابق، جـ1، ص410. (5) ابن سعد: نفس المكان. (6) الواقدي: المغازي، ص255 (الطبعة الأولى). ابن كثير: البداية والنهاية، م2، جـ3، ص202. والعراق: العظم بغير لحم، فإن كان عليه لحم فهو عرق، بفتح العين وسكون الراء، وقيل العرق: الذي أخذ أكثر لحمه. (انظر: ابن سيده: المحكم، جـ1، ص110). ومن اللحوم التي ياكلوها: لحم الإبل، والضأن، والدجاج والحباري ولحم الحمر الوحشية والأرنب، وطعام البر. (انظر: البن الجوزية: زاد المعاد، ورقة 17). (7) ابن كثير: المصدر السابق، م2، جـ3، ص202. (8) ابن سعد: الطبقات، جـ1، ص393. (9) ابن حجر: الإصابة، جـ1، ص417. والقديد: من اللحم، ما قطع طولاً وملح وجفف في الهواء والشمس. (انظر: مجموعة من المؤلفين: المعجم الوسيط، جـ2، ص724). (10) الواقدي: المصدر السابق، ص256 (الطبعة الأولى). (11) ابن سعد: المصدر السابق، جـ1، ص391 - 93، الدولابي: الكني والأسماء، جـ1، ص10. (12) ابن الجوزية: المصدر السابق، ورقة 17. (13) البخاري: الصحيح، جـ3، ص49 - 50، الهامش رقم 1، نفس المكان. (14) مسلم: الصحيح، جـ3، ص1623. (15) ابن سعد: المصدر السابق، جـ1، ص395.

الصفحة 243