كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)
35…فحالف بني النضير فشرف فيهم وتزوج فيهم (1). وجبل بن جوال بن صفوان بن بلال الذبياني الثعلبي، وكان مع بني قريظة (2)، وحيي بن أخطب وهو في بني النضير (3)، إذ ذكره بعضهم في نسب عتيبة بن الحارث بن شهاب بن جدي التميمي فارس العرب (4). وهناك تهود جماعي، ويبدو أنه حدث في الفترة ما بين القرنين الرابع والخامس الميلاديين (5). فقد ذكر أن اليمن بأسرها قد دخلت في الجين اليهودي وأصبح الدين الرسمي فيها (6). كما تهود قوم من بني الحارث بن كعب وقوم من غسان وقوم من جذام (7). وما نستنتجه مما سبق هو وجود عرب تهودوا وأنهم كانوا يشكلون تجمعاً خاصاً، وهو ما يحملنا على ترجيح الاعتقاد بأن يهود بني قريظة ويهود بني النضير وبعض يهود الحجاز إنما هم عرب تهودوا. وقد قيل في نسب بني قريظة والنضير أنهم فخذ من جذام (8). وذكر أن تهود أولئك كان في أيام عاديا أي السموأل (9). وقد عاش السموأل وهو صاحب العلاقة المشهورة مع امرئ القيس الكندي (10)، ما بين القرنين الخامس والسادس الميلاديين (11). ولو تناولنا ما ذكر حول إرجاع نسب بني قريظة ونسب بني النضير إلى بني إسرائيل لوجدنا أن ما ذكر في ذلك هو أنهم من أبناء الخزرج بن الصريح بن السبط بن اليسع بن سعد بن لاوي بن جبر بن النحام بن عازر بن عيزر بن…
__________
(1) ابن إسحاق: السيرة، جـ2، ص359. السمهودي: الوفاء، جـ1، ص279 - 280. (2) ابن حجر: الإصابة، جـ1، ص222. (3) ابن إسحاق: المصدر السابق، جـ2، ص359. (4) السهيلي: الروض الأنف، جـ2، ص289. (5) جواد: المفصل، جـ6، ص539 - 540. (6) ابن إسحاق: المصدر السابق، جـ1، ص12 وما بعدها، اليعقوبي: تاريخ، جـ1، ص257، جواد: المرجع السابق، جـ6، ص537 وما بعدها. (7) اليعقوبي: المصدر السابق، جـ1، ص257. (8) اليعقوبي: تاريخ، جـ2، ص49، 52. وجذام: هو عمرو بن عديب بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ. (انظر ابن حزم: الجمهورة، ص419 - 420). ويبدو أن بني جذام قد ألفوا الشمال ورغبوا عن بلدهم ونسبهم الأصليين، أيام الأمويين، فقد ذكر أن روح بن زنباع وهو من بني أفصى بن حرام بن جذام، أراد أن يرد نسب جذام إلى مضر، فيقول: جذام بن أسدة أخي كنانة وأسد ابني خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. (انظر ابن حزم: نفس المصدر، ص420 - 421). (9) اليعقوبي: المصدر السابق، جـ2، ص52، ضيف (د. شوقي): العصر الجاهلي، ص239. (10) ابن خلدون: تاريخ، جـ1، ص91 - 95، (طبعة القاهرة، 1355هـ). (11) جواد: المفصل، جـ3، ص360 - 368.