كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)

4…وتواريخ المدن وجغرافية. كما ألي لم أغفل الرجوع إلى أهم وأصدق مصدر إسلامي في أمور العقيدة والحياة، وهو كتاب الله، القرآن الكريم. إلى جانب مراجعتي لكتب الفقه والحديث والتفسير، وغير ذلك من القراءات التي وجدت أنها تساعد على معرفة جوانب البحث والسير فيه على هدى وبصيرة. ومما ساعد على تيسر هذه الكتب بين يدي، مراجعتي الدائبة لكثير من المكتبات مثل، مكتبة جامعة الرياض المركزية، وقسم المخطوطات فيها. إلى جانب ارتيادي لمكتبة كلية الآداب، وكذلك بعض المكتبات العامة في الرياض كالمكتبة السعودية والمكتبة الوطنية، بالإضافة إلى ما كانت تقدمه - في بعض الأحيان - مكتبي المواضعة من مراجع وبعض المصادر والدوريات. ثم إن مراجعتي للمكتبات، لم تقتصر على ما كان داخل الرياض وحدها. فقد كانت لي بعض الوقفات على ما كان في مكتبات المدينة ومكتبة الحرم المكي. إلى جانب الزيارات التي قمت بها خارج الملكة العربية السعودية، لمكتبات العراق ومصر وتركيا وبريطانيا. وكان قيامي بهذه الرحلات - خارج المملكة، قد تم - كما هو معلوم - على نفقة جامعة الرياض، التي كان لي الشرف الكبير أن أحظى برعاية المسؤولين فيها، بصفتي أحد معيديها، وأحد الطلاب الذين يتلقون دراستهم العليا بين جنباتها. وقد خرجت من هذا الاطلاع الواسع - ولله الحمد - بحصيلة جيدة، ومعلومات مرضية، مكنتني من العمل والشروع في الكتابة. حيث وضعت على هذا الأساس - إلى جانب ما اختمر في ذني من آراء وتصورات للموضوع - الصورة النهائية للبحث، عنواناً وموضوعاً ومنهجاً. أما من ناحية العنوان، فهو: مجتمع المدينة المنورة وتنظيم القبائل سياسياً واجتماعياً في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم. أما الموضوع، فيتناول بالدراسة، إبراز نواحي الأصالة في التخطيط وتنظيم القبائل، في المجتمع المدني خلال العصر النبوي. كما يتعرض - ضمن تناول مجتمع المدينة بالدراسة - لذكر بعض العادات والتقاليد، إلى جانب ذكر طبيعة وتطور النشاط الاقتصادي والاجتماعي. وكما هو واضح - من خلال ما ذكرنا - فإن الموضوع يعالج أحوال مجتمع المدينة، خلال الفترة الواقعة بين بدء هجرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، مع أصحابه إلى يثرب سنة 622م، إلى السنة التي انتقل فيها الرسول صلىالله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، عام 11هـ / 632م. ومن الواضح أن هذه الفترة، التي تناهز العشر سنين، تعد فترة قصيرة جداً في عمر التنظيمات وبناء الدول. ولهذا برزت أمامنا - بادئ الأمر - حقيقة صعوبة تناول هذا الموضوع، الذي يتطلب - ولا ريب - من الباحث، صبراً كبيراً، وعملاً دؤوباً، لملاحقة التطور السريع في تتابع الأحداث. وقد كان توفيق الله ثم الرغبة الصادقة للخدمة في هذا المجال المشرف، أعظم دافع لنا في المضي بهمة ونشاط، لإنجاز ما أقدمنا عليه.

الصفحة 4